تكملة إذا أحطت خبرا بذلك فاعلم أنّ الشّيعة الإماميّة الاثني عشريّة
متّفقون على ما أفصحت عنه الرّسالة و ذلك و إن كان من الوضوح بمكان إلّا أنّه
ينبغي أن نؤيّد المدّعى و نؤكّده بقول المجلسيّ (رحمه الله) و بما صرّح به صاحب
عمدة الطّالب فنقول:
قال العلامة المجلسي- قدس اللَّه روحه و نور صريحه- في تاسع البحار
في آخر «باب ما ظهر عند الضريح المقدس من المعجزات و الكرامات» و هو آخر
المجلد التاسع (ص 686 من طبعة أمين الضرب) ما نصه:
تذنيب- اعلم أنّه كان في بعض الأزمان بين المخالفين اختلاف في موضع
قبره الشّريف فذهب جماعة من المخالفين إلى أنّه عليه السّلام دفن في رحبة مسجد
الكوفة، و قيل:
انّه دفن في قصر الامارة، و قيل: أخرجه ابنه الحسن و حمله معه إلى
المدينة و دفنه بالبقيع، و كان بعض جهلة الشّيعة يزورونه بمشهد في الكرخ.
و قد أجمعت الشّيعة على أنّه عليه السّلام مدفون بالغريّ في الموضع
المعروف عند الخاصّ و العامّ و هو عندهم من المتواترات رووه خلفا عن سلف إلى أئمّة
الدّين- صلوات اللَّه عليهم أجمعين- و كان السّبب في هذا الاختلاف إخفاء قبره خوفا
من الخوارج و المنافقين، و كان لا يعرف ذلك إلّا خاصّ الخاصّ من الشّيعة إلى أن
ورد الصّادق عليه السّلام الحيرة في زمن السّفّاح فأظهره لشيعته، و من هذا اليوم
إلى الآن يزوره كافّة الشّيعة في هذا المكان و قد كتب السّيّد عبد الكريم بن أحمد
بن طاووس (رحمه الله) كتابا في تعيين موضع قبره عليه السّلام و ردّ أقوال
المخالفين و سمّاه «فرحة الغريّ» و ذكر فيه أخبارا متواترة فرّقناها على الأبواب.