قال ابن سعد في الطبقات في الطّبقة الاولى من أهل الكوفة ممّن روى عن
عليّ بن أبي طالب عليه السّلام (ج 6 ص 151 طبعة اروبا، و ج 6، ص 217 من طبعة
بيروت):
«حجر بن عديّ بن جبلة بن عديّ بن ربيعة بن معاوية الأكرمين بن الحارث ابن
معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتّع بن كنديّ، و هو حجر الخير و أبوه عديّ
الأدبر طعن مولّيا فسمّي الأدبر، و كان حجر بن عديّ جاهليّا اسلاميّا قال: و ذكر
بعض رواة العلم أنّه وفد الى النّبيّ (ص) مع أخيه هانئ بن عديّ، و شهد حجر
القادسيّة، و هو الّذي افتتح مرج عذرى و كان في ألفين و خمسمائة من العطاء، و كان
من أصحاب عليّ بن أبي طالب، و شهد معه الجمل و صفّين، فلمّا قدم زياد بن أبي سفيان
واليا على الكوفة دعا بحجر بن عديّ فقال: تعلم أنّي أعرفك، و قد كنت أنا و إيّاك
على ما قد علمت؛ يعنى من حبّ عليّ بن أبي طالب، و أنّه قد جاء غير ذلك و انّي
أنشدك اللَّه أن تقطر لي من دمك قطرة فأستفرغه كلّه أملك عليك لسانك و ليسعك
منزلك، و هذا سريري فهو مجلسك و حوائجك مقضيّة لديّ فاكفني نفسك فانّي أعرف عجلتك
فأنشدك اللَّه يا أبا عبد الرّحمن في نفسك، و إيّاك و هذه السّفلة هؤلاء أن
يستزلّوك عن رأيك فانّك لوهنت عليّ أو استخففت بحقّك لم أخصّك بهذا من نفسي. فقال
حجر: قد فهمت ثمّ انصرف إلى منزله فأتاه إخوانه من الشّيعة فقالوا:
ما قال لك الأمير؟ قال: قال لي: كذا و كذا. قالوا: ما نصح لك، فأقام
و فيه بعض الاعتراض، و كانت الشّيعة يختلفون إليه و يقولون: إنّك شيخنا و أحقّ
النّاس بإنكار هذا الأمر، و كان إذا جاء إلى المسجد مشوا معه، فأرسل إليه عمرو بن
حريث و هو يومئذ خليفة زياد على الكوفة و زياد بالبصرة: أبا عبد الرّحمن ما هذه
الجماعة و قد