نقل الصدوق (رحمه الله) في كمال الدين في الباب الثامن و الثلاثين
تحت عنوان «ما روي من حديث ذي القرنين» أحاديث منها
ما رواه باسناده عن الأصبغ- بن نباتة قال:قام ابن الكوّاء إلى
أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام و هو على المنبر فقال له: يا أمير
المؤمنين أخبرني عن ذي القرنين نبيّا كان أو ملكا؟
و أخبرني عن قرنيه أذهبا كان أو فضّة؟- فقال له عليه السّلام: لم
يكن نبيّا و لا ملكا و لا كان قرناه من ذهب و لا فضّة و لكنّه كان عبدا أحبّ
اللَّه فأحبّه اللَّه و نصح اللَّه فنصحه اللَّه، و إنّما سمّي ذا القرنين لأنّه
دعا قومه فضربوه على قرنه فغاب عنهم حينا ثمّ عاد إليهم فضرب على قرنه الآخر؛ و
فيكم مثله».
و نقله ابن عساكر في تاريخه (ج 7؛ ص 300) بهذه العبارة: «فقالابن الكوّاء لعليّ:
أ فرأيت ذا القرنين نبيّا كان أم ملكا؟- قال: لم يكن واحدا منهما و لكنّه كان عبدا
صالحا أحبّ اللَّه فأحبّه، و ناصح اللَّه فنصحه، و دعا قومه إلى الهدى فضربوه على
قرنه فانطلق فمكث ما شاء اللَّه أن يمكث، فدعاهم إلى الهدى فضربوه على قرنه الآخر
فسمّي ذا القرنين و لم يكن له قرنان كقرني الثّور».
و في المجلد الخامس من البحار (ص 160) نقلا عن تفسير على بن
إبراهيم باسناده عن أبى بصير عن أبى- عبد اللَّه عليه السّلام قال:سألته عن قول اللَّه
تعالى:يَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُوا عَلَيْكُمْ
مِنْهُ ذِكْراًقال: انّ ذا القرنين بعثه اللَّه تعالى إلى قومه فضرب على قرنه
الأيمن فأماته اللَّه خمسمائة عام ثمّ بعثه إليهم بعد ذلك فملّكه مشارق الأرض و
مغاربها من حيث تطلع الشّمس إلى حيث تغرب فهو قوله:حَتَّى إِذا بَلَغَ
مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَها تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ (إلى أن قال) و سئل
أمير المؤمنين (ع) عن ذي القرنين أ نبيّا كان أم ملكا؟- فقال: لا نبيّا و لا ملكا
بل عبدا أحبّ اللَّه فأحبّه