قال الطريحي في مجمع البحرين: «و قد تكرّر في كلام الفصحاء:
أمّا بعد، و هي كلمة تسمّى فصل الخطاب، يستعملها المتكلّم إذا أراد الانتقال من
كلام الى آخر، قيل: أول من تكلّم بها داود عليه السّلام، و اليه الإشارة بقوله تعالى:وَ آتَيْناهُ
الْحِكْمَةَ وَ فَصْلَ الْخِطابِ؛ يعني أمّا بعد، و قيل: أراد
بفصل الخطاب البيّنة على المدّعى و اليمين على المنكر، و قيل: أوّل من قالها عليّ
عليه السّلام لأنّها أوّل ما عرفت من كلامه و خطبه، و قيل: قسّ بن ساعدة الإياديّ
حكيم العرب لقوله:
لقد علم الحيّ اليمانون أنّني
إذا
قلت: أمّا بعد؛ أنّي خطيبها
أي خطيب أمّا بعد، و معناها مهما يكن من شيء بعد كذا فكذا». و في
لسان العرب: و قولهم في الخطابة أمّا بعد انّما يريدون بعد دعائي لك فإذا قلت:
أمّا بعد فانّك لا تضيفه الى شيء و لكنّك تجعلها غاية نقيضا لقبل، و
في حديث زيد بن أرقم أنّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله خطبهم فقال: أمّا بعد
تقدير الكلام أمّا بعد حمد اللَّه فكذا و كذا، و زعموا أنّ داود عليه السّلام أوّل
من قالها، و يقال: هي فصل الخطاب و لذلك قال جلّ و عزّ:وَ آتَيْناهُ
الْحِكْمَةَ وَ فَصْلَ الْخِطابِ، و زعم ثعلب أنّ أوّل من قالها
كعب بن لؤيّ».
و في محيط المحيط للمعلم بطرس البستاني: «و قولهم: أمّا بعد؛ أي بعد
دعائي لك، أو بعد البسملة و الحمد له و التّصلية، و يقال له فصل الخطاب؛ لأنّه
يفصل بين الكلامين، و قيل: أوّل من قاله داود، و قيل: كعب بن لؤيّ، و قيل: قسّ بن
ساعدة الإيادي».
و في تاج العروس: «
[و أمّا بعد] فقد كان كذا [أي] انّما يريدون امّا