فطوي حتّى كادوا أن يقتلوه، فوثب بنو السيّد من بني ضبّة[1] فاستنقذوه من أيديهم[2].
و كتب بسر إلى زياد أن أقدم عليّ و إلّا قتلت ولدك، فكتب إليه زياد:
أنّي
[1]قال الزبيدي في تاج العروس: «و بنو السيد بطن من
ضبة و اسمه مازن بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة منهم الفضل بن محمد بن يعلى و هو
ضعيف الحديث» و قال ابن دريد في الاشتقاق تحت عنوان «قبائل بنى ضبة و
رجالهم» ما نصه: «و من قبائلهم بنو السيد بن مالك و اشتقاق السيد و هو اسم من أسماء
الذئب و هو المسن منها في قول بعضهم و جمعه سيدان».
أقول: قد علم من كلام ابن دريد أن «السيد» بكسر السين قال في القاموس:
«السيدبالكسر الأسد و الذئب كالسيدانة» و في الصحاح: «و بنو السيد من بنى
ضبة»
. (2)- قال الطبري عند ذكره حوادث سنة احدى و
أربعين (ج 6 ص 96):
«حدثنيعمر قال: حدثني على بن محمد قال: خطب بسر على منبر البصرة فشتم
عليا عليه السّلام ثم قال: نشدت اللَّه رجلا علم أنى صادق إلا صدقنى أو كاذب الا
كذبني، قال، فقال أبو بكرة: اللَّهمّ انا لا نعلمك الا كاذبا، قال: فأمر به فخنق،
قال:
فقام أبو لؤلؤة الضبيّ فرمى بنفسه عليه فمنعه، فأقطعه أبو بكرة بعد
ذلك مائة جريب قال: و قيل لأبي بكرة: ما أردت الى ما صنعت؟- قال: أ يناشدنا
باللَّه ثم لا نصدقه» و نقل ابن- الأثير في الكامل نحو ذلك و قال ابن أعثم الكوفي
في كتاب الفتوح (ج 4؛ ص 168) تحت عنوان: «ذكر خبر أهل البصرة
و ما كان من خلافهم» ما نصه:
«قال:
و بلغ أهل البصرة ما كان من بيعة الحسن لمعاوية فشغبوا و قالوا: لا
نرضى أن يصير الأمر الى معاوية ثم وثب رجل منهم يقال له حمران بن أبان فتغلب على
البصرة فأخذها و دعا للحسين بن على، و بلغ ذلك معاوية فدعا عمرو بن أبى أرطاة و هو
أخو بسر فضم اليه جيشا و وجه به الى البصرة فأقبل عمرو في جيشه ذلك يريد البصرة و
تفرق أهل الشغب فلزموا منازلهم و دخل عمرو بن أبى أرطاة البصرة مغضبا و أقبل حتى
نزل دار الامارة فلما كان من الغد دخل المسجد الأعظم ثم صعد المنبر ثم انه شتم على
بن أبى طالب و ولده ثم قال: يا أهل البصرة نشدت اللَّه رجلا علم أنى صادق الا
صدقنى أو كاذب الا كذبني قال: فوثب اليه رجل يكنى أبا بكرة فقال له: كذبت يا عدو
اللَّه قد كان على بن أبى طالب خيرا منك و من صاحبك