انتهى الى النّخيلة[1] فلمّا بايعه الحسن
تفرّغ معاوية لاستعمال العمّال، فبعث المغيرة ابن شعبة على الكوفة و كان قدم عليه
بعد ذلك باثني عشر ليلة من الطّائف، و بعث عتبة بن أبي سفيان على البصرة[2] فقام اليه عبد اللَّه بن عامر[3] و قال: يا أمير المؤمنين انّ
معاوية فوفى له بما وعده و أصبح الناس ينتظرون عبيد اللَّه ان يخرج
فيصلي بهم فلم يخرج حتى أصبحوا فطلبوه فلم يجدوه (الى آخر ما قال) و نقله المجلسي
(رحمه الله) في عاشر البحار عن شرح النهج (ص 112؛ س 10) و نقل أيضا هناك عن بشارة
المصطفى للطبري ما يقرب من ذلك (انظر ص 111؛ س 14).
[1]في مراصد الاطلاع: «النخيلة تصغير نخلة
موضع قرب الكوفة على سمت الشام».
[2]قال الطبري عند ذكره أحداث سنة احدى و
أربعين (ج 6؛ ص 98):
«حدثنيأبو زيد قال: حدثنا على قال: أراد معاوية توجيه عتبة بن أبى سفيان
على البصرة فكلمه ابن عامر و قال: ان لي بها أموالا و ودائع فان لم توجهني عليها
ذهبت فولاه البصرة فقدمها في آخر سنة احدى و أربعين».
[3]قال ابن سعد في الطبقات عند ذكره الطبقة
الاولى من أهل المدينة من التابعين (ج 5 من طبعة اروبا؛ ص 30): «عبد اللَّه بن عامر
بن كريز بن ربيعة بن- حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي و يكنى أبا عبد الرحمن و
أمه دجاجة بنت أسماء بن الصلت (الى أن قال) قالوا: لما ولى عثمان بن عفان الخلافة
أقر أبا موسى الأشعري على البصرة أربع سنين كما أوصى به عمر في الأشعري أن يقر
أربع سنين ثم عزله عثمان و ولى البصرة ابن خاله عبد اللَّه بن عامر بن كريز .... و
هو ابن خمس و عشرين سنة (و خاض في ترجمته الى أن قال) و لما خرج ابن عامر عن
البصرة بعث على اليها عثمان بن حنيف الأنصاري فلم يزل بها حتى قدم عليه طلحة و
الزبير و عائشة و لم يزل عبد اللَّه بن عامر مع معاوية بالشام و لم يسمع له بذكر
في صفين و لكن معاوية لما بايعه الحسن بن على ولى بسر بن أبى أرطاة البصرة ثم عزله
فقال له ابن عامر: ان لي بها ودائع عند قوم فان لم تولني البصرة ذهبت فولاه البصرة
ثلاث سنين، و مات ابن عامر قبل معاوية بسنة فقال معاوية: يرحم اللَّه أبا عبد
الرحمن بمن نفاخر؟! و بمن نباهى؟!».