قال:و أقبل جارية[1]حتّى
دخل على الحسن بن عليّ عليهما السّلام فضرب على يده فبايعه و عزّاه و قال: ما يجلسك؟
سر يرحمك اللَّه، سر بنا الى عدوّك قبل أن يسار إليك، فقال: لو كان النّاس كلّهم
مثلك سرت بهم*[2]و لم يحمل عليّ الرّأي شطرهم أو عشرهم*.
قال: و كان بسر مضى حتّى مرّ بأرض اليمامة فنزل بالماء و لم يكن أهل
اليمامة دخلوا في طاعة أحد بعد عثمان و كانوا معتزلين أمر النّاس مع القاسم بن
وبرة أميرهم الّذي ولّي عليهم، فلمّا مرّ بهم بسر و أراد مواقعتهم أتى ابن مجّاعة
بن مرارة فقال له:
دع قومي لا تعرّض لهم؛ اخرج بي الى معاوية حتّى أصالحه على قومي،
فأخذه معه و ذهب به الى معاوية فصالحه و كاتبه عن قومه[3].
[1]نقله المجلسي (رحمه الله) في ثامن
البحار في باب سائر ما جرى من الفتن (ص 672؛ س 13).
[2]ما بين الكوكبين أي من هنا الى: «عشرهم» في المتن فقط و لم نحصل معناه.
[3]نقله ابن أبى الحديد في شرح النهج
باختلاف و تلخيص و نص عبارته (ج 1؛ ص 120؛ س 33): «و صحبه الى معاوية
ليبايعه على الطاعة ابن مجاعة رئيس اليمامة فلما وصل بسر الى معاوية قال: يا أمير
المؤمنين هذا ابن مجاعة قد أتيتك به فأقتله، فقال معاوية: تركته لم تقتله ثم جئتني
به فقلت: اقتله، لا لعمري لا أقتله؛ ثم بايعه و وصله و أعاده الى قومه».
ثم ليعلم أن الموجود في الأصل و شرح النهج «ابن مجاعة بن مرارة»
و المذكور في كتب التراجم هو مجاعة من دون لفظة «ابن» في أوله ففي القاموس:
«مجاعة
(بلا لام) بن مرارة الحنفي الصحابي» و شرحه الزبيدي بقوله: «و مرارة بن سلمى
اليمامي له و لأبيه وفادة و لمجاعة حديث في سنده مجاهيل و قال ابن العديم في تاريخ
حلب: و قيل: انه من التابعين» و في تقريب التهذيب: «مجاعة بضم أوله و
تشديد الجيم ابن مرارة بتخفيف الراء الحنفي اليمامي صحابى له حديث و عاش الى خلافة
معاوية/ د» و في الاصابة في القسم الأول: «مجاعة بن مرارة
(فساق نسبه الى أن قال) كان من رؤساء بنى حنيفة و أسلم و وفد (الى أن قال) و كان
بليغا حكيما و من حكمه أنه قال لأبي بكر الصديق: إذا كان الرأى عند من لا يقبل
منه، و السلاح عند من لا يقاتل