عن عبد الرّحمن بن عبيد[1] أنّ جارية بن قدامة
أغذّ السّير[2] في طلب بسر بن- أبي أرطاة ما يلتفت إلى مدينة مرّ بها و لا أهل حصن و
لا يعرّج[3] على شيء إلّا أن يرمل[4] بعض أصحابه من الزّاد
فيأمر أصحابه بمواساته، أو يسقط بعير رجل أو تحفى دابّته[5] فيأمر أصحابه فيعقبونه[6]. قال: فمضى حتّى انتهى
إلى بلاد اليمن فهربت شيعة- عثمان فلحقوا بالجبال و اتّبعتهم عند ذلك شيعة عليّ
عليه السّلام و تداعت عليهم[7] من كلّ جانب و أصابوا
منهم، و خرج جارية في أثر القوم و ترك المدائن أن يدخلها و مضى نحو بسر فمضى بسر
من حضرموت حين بلغه أنّ الجيش قد أقبل و أخذ طريقا على الجوف[8] و ترك الطّريق الّذي أقبل منه، و بلغ ذلك جارية فاتّبعه حتّى أخرجه
من اليمن
[1]نقله المجلسي (رحمه الله) في ثامن
البحار في باب سائر ما جرى من الفتن (ص 672؛ س 1) و ابن أبى الحديد أورد مضمونه
ملخصا و جعله جزء حديث آخر (انظر ج 1 ص 120؛ س 26) و نقله أيضا عنه المجلسي (رحمه
الله) في الباب المذكور (ص 670، س 21) أما الراويّ فهو أبو الكنود المتقدم ذكره
(انظر ص 394).
[2]في القاموس: «أغذ السير و فيه
أسرع» و في الصحاح: «الإغذاذ في- السير الاسراع».
[3]في الأصل: «يعرض» ففي المصباح المنير: «ما عرجت على الشيء بالتثقيل أي ما وقفت عنده» و في الصحاح: «التعريج على الشيء
الاقامة عليه؛ يقال:
عرج فلان على المنزل إذا حبس مطيته عليه و أقام، و كذلك التعرج».
[4]قال الجوهري: «يقال: أرمل القوم
إذا نفد زادهم، و عام أرمل أي قليل المطر، و سنة رملاء أي قليل المطر» و قال
الفيروزآبادي: «أرملوا نفد زادهم و أرملوه» و في المصباح المنير: «أرمل الرجل بالألف
إذا نفد زاده و افتقر فهو مرمل».
[5]قال الجوهري: «حفى الفرس انسجح
حافره، و أحفى الرجل إذا حفيت دابته».
[6]قال المجلسي (رحمه الله) نقلا عن
القاموس: «أعقب زيد عمروا ركبا بالنوبة».
[7]في القاموس: «تداعى العدو أقبل، و
تداعوا عليهم تجمعوا» و في- المصباح المنير: «تداعى الناس على
فلان تألبوا عليه».
[8]ذكر ياقوت في معجم البلدان مواضع تحت
عنوان «الجوف» فراجعه.