راكب عنده خبر فكفّوا و قام به بعيره[1] فنزل عنه و جاء يشتدّ على رجليه فدفع الكتاب اليهم، و كان الرّجل
المقدّم الّذي ضرب بالسّيف فانقطع السّيف أخاه و امر بتخليتهم.
عن سنان بن أبي سنان[2] أنّ أهل مكّة لمّا
بلغهم ما صنع بسر خافوا و هربوا و خرج ابنا عبيد اللَّه سليمان و داود و امّهما
جويرية[3] امّ حكيم ابنة خالد بن قارظ الكنانيّة و هم حلفاء بني زهرة و هما
غلامان مع أهل مكّة فأضلّوهما عند بئر ميمون[4] و ميمون هذا ابن الحضرميّ أخو العلاء بن الحضرميّ[5] و هجم عليهما بسر فأخذهما
[1]في الصحاح: «قامت الدابة وقفت من
الكلال» و نظيره في سائر معاجم اللغة.
[2]في تقريب التهذيب: «سنان بن أبى سنان
الدئلي [نسبة الى الدئل] المدني ثقة من الثالثة مات سنة خمس و مائة و له اثنتان و
ثمانون سنة/ خ م ت س» و قال ابن- أبى الحديد في شرح النهج (ج 1؛ ص 119؛ س 22): «قال إبراهيم: و روى
على بن مجاهد عن ابن إسحاق أن أهل مكة (الحديث)».
أقول: لم أهتد الى سند ابن أبى الحديد سبيلا و كيف نسبه الى
إبراهيم الثقفي صاحب الغارات؛ فتدبر.
[3]فليعلم أن في اسم أم ابني عبيد اللَّه و
في كنيتها و اسم أبيها و جدها اختلافا فمن أراد التحقيق فليراجع مظانه و انما
اكتفينا بما كان في النسخة.
[4]في القاموس: «الميمون نهر و الذكر
و [ابن خالد] الحضرميّ و تضاف اليه بئر بمكة» و لما كان ما ذكره الزبيدي في شرحه
مأخوذا من معجم البلدان لياقوت الحموي أحببت أن أنقل كلام ياقوت هنا فأقول: في
معجم البلدان: «بئر ميمون بمكة منسوبة الى ميمون بن خالد بن عامر الحضرميّ كذا
وجدته بخط الحافظ أبى الفضل بن ناصر على ظهر كتاب، و وجدت في موضع آخر: ان ميمون
صاحب البئر هو أخو العلاء بن الحضرميّ و الى البحرين، حفرها بأعلى مكة في
الجاهلية، و عندها قبر أبى جعفر المنصور، و كان ميمون حليفا لحرب بن أمية بن عبد
شمس و اسم الحضرميّ عبد اللَّه بن عماد قال الشاعر:
تأمل خليلي هل ترى قصر صالح
و
هل تعرف الاطلال من شعب واضح
الى
بئر ميمون الى العيرة التي
بها
ازدحم الحجاج بين الأباطح»
[5]قال النووي في تهذيب الأسماء: «العلاء بن الحضرميّ
الصحابي- رضى اللَّه عنه- و اسم الحضرميّ عبد اللَّه بن عباد بن أكبر بن ربيعة بن
مالك بن عويف بن