عن وهب بن كيسان[1] قال: سمعت جابر بن عبد
اللَّه يقول: بعث معاوية بسر بن أبي أرطاة الى المدينة ليبايع أهلها على راياتهم و
قبائلهم فجاءته بنو سلمة فقال: أ فيهم جابر؟- قالوا: لا، قال: فليرجعوا فانّي لست
مبايعهم حتّى يحضر جابر، قال:
فأتاني قومي فقالوا: ننشدك اللَّه لمّا انطلقت معنا؛ فبايعت، فحقنت
دمك و دماء قومك فان لم تفعل ذلك قتلت مقاتلينا و سبيت ذرّيّتنا، قال: فاستنظرتهم
اللّيل[2] فأتيت أمّ سلمة زوجة النّبيّ فأخبرتها الخبر، فقالت: يا بنيّ[3] انطلق فبايع [احقن دمك و دماء قومك فانّي قد أمرت ابن أخي أن يذهب
فيبايع[4]] و إنّي لأعلم أنّها بيعة ضلالة.
قال: فأقام بسر أياما[5] ثمّ قال لهم: إنّي قد
عفوت عنكم و [ان[6]] لم تكونوا لذلك بأهل، ما قوم قتل امامهم بين ظهرانيهم[7] بأهل أن يكفّ عنهم العذاب، و لئن
[1]في تقريب التهذيب: «وهب بن كيسان القرشي
مولاهم أبو نعيم المدني المعلم ثقة من كبار الرابعة مات سنة سبع و عشرين، أخرج
حديثه جميع أصحاب الأصول الست» و صرح في تهذيب التهذيب في ترجمته بأنه «روى عن جابر».
أما الحديث فقال ابن أبى الحديد في شرح النهج (ج 1؛ ص 118؛ س 27):
«قالإبراهيم: و روى الوليد بن كثير عن وهب بن كيسان قال: سمعت جابر بن
عبد اللَّه الأنصاري يقول: لما خفت بسرا و تواريت عنه قال لقومي: لا أمان لكم عندي
حتى يحضر جابر (الحديث)».
[2]في شرح النهج: «فاستنظرتهم الليل
فلما أمسيت دخلت على أم سلمة».
[3]هذا التعبير نظرا الى أن أزواج النبي
(ص) أمهات المؤمنين بنص القرآن المجيد ففي سورة الأحزاب: «النَّبِيُّأَوْلى
بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ أَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ»و التصغير للتحبب و
التحنن و الاستعطاف و التكريم.