عن يحيى بن عروة بن الزّبير عن أبيه[1] قال: كان عروة[2] إذا ذكر عليّا نال
الحديد في مواضع من شرح النهج و في البحار أنه عاش حتى أدرك
[الوليد بن] عبد الملك- بن مروان».
أقول: حيث ان قصة إدراكه الوليد بن عبد الملك عجيبة أوردها هاهنا و
لو كانت خارجة عن المقصود و ذلك أن المجلسي (رحمه الله) نقل عن أمالى ابن الشيخ
(رحمه الله) باسناده عن عامر بن حفص (انظر ج 11 من البحار ص 33): «قال: قدم عروة بن
الزبير على الوليد بن عبد الملك و معه محمد بن عروة فدخل محمد دار الدواب فضربته
دابته فخر ميتا، و وقعت في رجل عروة الاكلة و لم تدع وركه تلك الليلة فقال له
الوليد: أقطعها، فقال: لا، فترقت الى ساقه فقال له: أقطعها و الا أفسدت عليك جسدك
فقطعها بالمنشار و هو شيخ كبير لم يمسكه أحد و قال: لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا،
و قدم على الوليد تلك السنة قوم من بنى عبس فيهم رجل ضرير فسأله عن عينيه و سبب
ذهابهما فقال: يا أمير المؤمنين بت ليلة في بطن واد و لا أعلم عبسيا يزيد حاله على
حالي فطرقنا سيل فذهب ما كان لي من أهل و ولد و مال غير بعير و صبي مولود و كان البعير
صعبا فند فوضعت الصبى و اتبعت البعير فلم أجاوز الا قليلا حتى سمعت صيحة ابني
فرجعت اليه و رأس الذئب في بطنه يأكله، و لحقت البعير لاحتبسه فنفحني برجله في
وجهي فحطمه و ذهب بعيني، فأصبحت لا مال و لا أهل و لا ولد و لا بصر، فقال الوليد:
انطلقوا به الى عروة ليعلم أن في الناس من هو أعظم منه بلاء».
و شخص عروة الى المدينة فأتته قريش و الأنصار فقال له عيسى بن طلحة
بن عبيد اللَّه:
أبشر يا أبا عبد اللَّه فقد صنع اللَّه بك خيرا و اللَّه ما بك
حاجة الى المشي فقال: ما أحسن ما صنع اللَّه بى، وهب لي سبعة بنين فمتعني بهم ما
شاء ثم أخذ واحدا و ترك ستة، و وهب لي ستة جوارح متعني بهن ما شاء ثم أخذ واحدة و
ترك خمسا يدين و رجلا و سمعا و بصرا، ثم قال: إلهي لئن كنت أخذت لقد أبقيت، و ان
كنت ابتليت لقد عافيت».
[1]في تقريب التهذيب: «يحيى بن عروة بن
الزبير بن العوام الأسدي أبو عروة المدني ثقة من السادسة/ خ م د» و في تهذيب
التهذيب: «روى عن أبيه» و في- الخلاصة للخزرجى: «يحيى بن عروة بن
الزبير الأسدي عن أبيه، و عنه الزهري و محمد بن