عليّ عليه السّلام بالكوفة يسترفده عرض عليه عطاءه، فقال: إنّما
أريد أن تعطيني من بيت- المال[1]فقال:
تقيم إلى يوم الجمعة فأقام، فلمّا صلّى أمير المؤمنين عليه السّلام الجمعة قال
لعقيل: ما تقول فيمن خان هؤلاء أجمعين؟- قال: بئس الرّجل ذاك، قال: فأنت تأمرني أن
أخون هؤلاء و أعطيك. فلمّا خرج من عنده أتى[2]معاوية.
فأمر له [يوم قدومه] بمائة ألف درهم و قال له: يا أبا يزيد أنا خير
لك أم علي؟- قال عقيل: وجدت عليّا
و مائة و هو ابن ست و ثمانين سنة/ خت قدفق» و في الخلاصة للخزرجى: «أبو عمرو- بن العلاء
بن عمار المازني النحويّ البصري أمير القراء السبعة و أحد الائمة عن أنس و أبى-
رجاء و ابن سيرين و جماعة، و عنه حماد بن زيد و شعبة و طائفة. وثقه ابن معين و
غيره. و قال أبو عمرو الشيباني: ما رأينا مثله. و قال ابن مجاهد: كان مقدما في
عصره عالما بالقراءة قدوة في العلم متمسكا بالأثر حسن الاختيار، قال الأصمعي: مات
سنة أربع و خمسين و مائة» و قال المحدث القمي (رحمه الله) في الكنى و الألقاب: «أبو عمرو بن العلاء
المازني البصري قيل: ان كنيته اسمه و قيل: اسمه زبان بن العلاء أحد القراء السبعة،
كان أعلم- الناس بالقرآن الكريم و العربية و الشعر و هو في النحو في الطبقة
الرابعة بل الثالثة لان أمير المؤمنين (ع) كان مبتكر النحو، و علمه أبا الأسود
الدئلي و أخذ من أبى الأسود ولداه عطاء و أبو الحارث و ميمون الأقرن و يحيى بن
يعمر و أخذ منهم عبد اللَّه بن إسحاق الحضرميّ و عيسى بن عمر الثقفي و أبو عمرو بن
العلاء المازني، و كان أبو عمرو المذكور من أشراف العرب و وجوهها مدحه الفرزدق و
غيره، و كان أعلم الناس بالقراءات و العربية و أيام العرب، و كانت دفاتره الى
السقف ثم تنسك فأحرقها، و كان له شغف بالرواية و جمع علوم العرب و أشعارهم، و عامة
أخباره عن أعراب أدركوا الجاهلية، و عنه أخذ أبو زيد الأنصاري و أبو عبيدة و
الأصمعي و أكثر نحاة ذلك العصر (الى أن قال) مات سنة 154 قند، و دفن بالكوفة» و
ذكر في سفينة البحار مثله.
أقول: الخوض في ترجمته يفضي الى طول بل يقتضي تأليف رسالة مبسوطة
بل كتاب كبير فمن أرادها فليراجع المفصلات.
[1]كذا في البحار و شرح النهج لكن في
الأصل: «من بيت مال المسلمين».