معاوية فقال: و ما المغيرة إنّما كان إسلامه لفجرة[1]و غدرة لمطمئنّين اليه[2] [من
قومه فتك بهم] و ركبها منهم فهرب فأتى النّبيّ صلّى اللَّه عليه و آله و سلّم
كالعائذ بالإسلام، و اللَّه ما رأى أحد عليه منذ ادّعى الإسلام خضوعا و لا خشوعا،
ألا و إنّه كان من ثقيف فراعنة قبل يوم القيامة يجانبون الحقّ، و يسعرون نيران
الحرب و يوازرون الظّالمين، ألا انّ ثقيفا قوم غدر، لا يوفون بعهد يبغضون العرب
كأنّهم ليسوا منهم، و لربّ صالح قد كان فيهم، منهم عروة بن مسعود، و أبو عبيد بن
مسعود المستشهد بقسّ النّاطف[3]على
شاطئ الفرات [و انّ الصّالح في ثقيف لغريب[4]].
[1]في الأصل و البحار: «سبب إسلامه لفجرة» و
المتن موافق لشرح النهج و سيأتي شرح فجرته و غدرته في تعليقات آخر الكتاب ان شاء
اللَّه تعالى.
(انظر التعليقة رقم 57).
[2]في الأصل: «من مطمئنين اليه» و
في شرح النهج مكانه: «غدرها بنفر».
[3]قال الفيروزآبادي: «قس الناطف موضع قرب
الكوفة» و قال الزبيدي في شرح العبارة: «على شاطئ الفرات
كانت عنده وقعة بين الفرس و بين المسلمين و ذلك في خلافة سيدنا عمر- رضى اللَّه
تعالى عنه- قتل فيه أبو عبيد بن مسعود الثقفي».
أقول: كانت الوقعة في السنة الثالثة عشر من الهجرة و تفصيلها مذكور
في تأريخ- الطبري و الكامل لابن الأثير و غيرهما.
ثم لا يخفى أن ابا عبيد هذا هو والد المختار فقال ابن نما (رحمه
الله) في رسالة ذوب النضار و هي في شرح بوار الفجار على يد المختار (بناء على ما
نقل المجلسي (رحمه الله) في عاشر البحار في ص 283): «فتزوج أبو عبيد دومة
بنت وهب بن عمر بن معتب (الى أن قال) و ولدت لأبي عبيد المختار (الى أن قال): و
كان مولده في عام الهجرة و حضر مع أبيه وقعة قس الناطف و هو ابن ثلاث عشر سنة و
كان ينفلت للقتال فيمنعه سعد بن مسعود عمه (الى آخر ما قال)».
[4]قال ابن أبى الحديد في شرح النهج (ج 1؛
ص 363؛ س 30):
«وروى صاحب كتاب الغارات عن أبى صادق عن جندب بن عبد اللَّه قال: ذكر
المغيرة (الحديث) و نقله المجلسي (رحمه الله) عن شرح النهج في ثامن البحار في باب
ذكر أصحاب النبي و أمير المؤمنين (ص 728؛ س 31) و رواه تارة أخرى عن كتاب الغارات