على ما تسمع إلّا رضوان اللَّه و التماسه و احترام الحرم، فإنّ ذلك
أقرب للتّقوى و خير في العاقبة.
قال له أبو سعيد:
ما رأيت رجلا من أهل المغرب أصوب مقالا و لا أحسن رأيا منك.
فانطلق أبو سعيد إلى قثم فقال: ألا ترى ما أحسن ما صنع اللَّه لك؟!
[و ذكر له ذلك، فاعتزلا الصّلاة و اختار النّاس شيبة بن عثمان فصلّى بهم، فلمّا
قضى النّاس حجّهم رجع يزيد إلى الشّام و أقبلت خيل عليّ عليه السّلام فأخبروا بعود
أهل الشّام فتبعوهم و عليهم معقل بن قيس فأدركوهم و قد رحلوا عن وادي القرى فظفروا
بنفر منهم و أخذوهم أسارى و أخذوا ما معهم و رجعوا إلى أمير المؤمنين، ففادى بهم
أسارى كانت له عليه السّلام عند معاوية[1]].
قال:
قال أمير المؤمنين لأهل الكوفة[2]:ما أرى هؤلاء القوم يعنى أهل الشّام إلّا ظاهرين عليكم قالوا: تعلم
بما ذا يا أمير المؤمنين؟- قال: أرى أمورهم قد علت؛ و أرى نيرانكم قد خبت، و أراهم
جادّين؛ و أراكم وانين، و أراهم مجتمعين؛ و أراكم متفرّقين، و أراهم لصاحبهم
طائعين؛ و أراكم لي عاصين، و أيم اللَّه لئن ظهروا عليكم لتجدنّهم
[1]ما بين المعقوفتين زيد من البحار، و
كانت عبارة المتن هنا غير مرتبطة بما بعدها في نسختنا و ذلك أن ما بعد العبارة هو:
«هذا الرجل ينتقصنى عند أهل الشام» و أنت خبير بعدم الارتباط بينهما
و من ثم قال مستنسخ الكتاب في الهامش: «هنا احتمال السقط» و لما كانت عبارة البحار هنا كاملة مرتبطة بما
بعدها أتممنا العبارة من هناك و رفعنا نقصها بذلك.
[2]قال المفيد (رحمه الله) في الإرشاد ضمن
نقل كلمات عن أمير المؤمنين عليه السّلام تحت عنوان «و من كلامه (ع) في
استنفار القوم على الجهاد و استبطائهم نصرته» ما نصه (ص 164 من طبعة تبريز سنة
1308): «و من كلامه عليه السّلام أيضا في هذا المعنى بعد حمد اللَّه و
الثناء عليه: «ما أظن هؤلاء القوم الا ظاهرين عليكم (فساق الكلام الى آخر ما في
المتن باختلاف يسير في بعض الكلمات)»
و نقله المجلسي (رحمه الله) في ثامن البحار في باب سائر ما جرى من الفتن عن
الإرشاد (ص 701؛ س 12) مع بيان له.