responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الغارات - ط الحديثة نویسنده : الثقفي الکوفي، ابراهیم    جلد : 2  صفحه : 509

قال له: قد حدث هذا الأمر الّذي بلغك و ليس معي جند أمتنع به فرأيت أن أعتزل عن مكّة؛ فإن يأتني جند أقاتل بهم و إلّا كنت قد تنحّيت بدمي، قال له: إنّي لم أخرج من المدينة حتّى قدم علينا حاجّ أهل العراق و تجّارهم يخبرون أنّ النّاس بالكوفة قد ندبوا إليك مع معقل بن قيس الرّياحيّ. قال: هيهات هيهات يا أبا سعيد؛ إلى ذلك ما يعيش أولادنا [1] فقال له أبو سعيد: رحمك اللَّه فما عذرك عند ابن عمّك؟ و ما عذرك عند العرب ان انهزمت قبل أن تطعن و تضرب؟- فقال: يا با سعيد [2] إنّك لا تهزم عدوّك و لا تمنع حريمك بالمواعيد و الأمانيّ؛ اقرأ كتاب صاحبي؛ فقرأه أبو سعيد فإذا فيه:

بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم‌،من عبد اللَّه عليّ أمير المؤمنين إلى قثم بن العبّاس، سلام عليك، أمّا بعد فإنّ عيني بالمغرب كتب إليّ يخبرني أنّه قد وجّه إلى الموسم‌ [3]ناس من العرب من العمي القلوب الصّمّ الأسماع البكم الأبصار الّذين يلبسون الحقّ بالباطل، و يطيعون المخلوقين في معصية الخالق، و يجلبون الدّنيا بالدّين، و يتمنّون على اللَّه جوار الأبرار، و انّه لا يفوز بالخير إلّا عامله، و لا يجزى بالسّيّئ إلّا فاعله، و قد وجّهت إليكم جمعا من المسلمين ذوى بسالة و نجدة مع الحسيب الصّليب الورع التّقيّ معقل بن قيس الرّياحيّ و قد أمرته باتّباعهم و قصّ آثارهم حتّى ينفيهم من أرض الحجاز فقم على ما في يديك ممّا إليك مقام الصّليب الحازم المانع سلطانه النّاصح للامّة، و لا يبلغني عنك وهن و لا خور و ما تعتذر منه، و وطّن نفسك على الصّبر في البأساء و الضّرّاء، و لا تكوننّ فشلا و لا طائشا و لا رعديدا [4]و السّلام.

فلمّا قرأ أبو سعيد الكتاب قال قثم: ما ينفعني من هذا الكتاب و قد سمعت بأن قد سبقت خيلهم خيله و هل يأتي جيشه حتّى ينقضي أمر الموسم كلّه؟! فقال له أبو سعيد:

إنّك ان أجهدت نفسك في مناصحة إمامك فرأى ذلك لك و عرف ذلك النّاس، فخرجت‌


[1]في الأصل: «ما عيش أولادها» و قال المجلسي (رحمه الله): «قوله: الى ذلك ما يعيش أولادنا؛ هذا استبطاء للجيش أي يأتى المدد بعد أن قتلنا و أولادنا».

(2)- «باسعيد» مخفف و أصله: «أبا سعيد» و هو كثير الوقوع في كلام العرب.

[3]في الأصل: «الى المغرب».

[4]في الصحاح: «الرعديد الجبان».

نام کتاب : الغارات - ط الحديثة نویسنده : الثقفي الکوفي، ابراهیم    جلد : 2  صفحه : 509
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست