إنّ بالكوفة مساجد مباركة و مساجد ملعونة، فأما المباركة فإنّ منها
مسجد غنيّ و هو مسجد مبارك، و اللَّه إنّ قبلته لقاسطة، و لقد أسّسه رجل مؤمن، و
إنّه لفي سرّة[1]الأرض، و إنّ بقعته لطيّبة، و لا تذهب اللّيالي و الأيّام حتّى
تنفجر فيه عين[2]و حتى تكون على جنبيه جنّتان و أهله[3]ملعونون، و هو مسلوب منهم، و مسجد جعفيّ مسجد مبارك و ربّما اجتمع
فيه أناس من الغيب يصلّون فيه[4]و
مسجد ابن- ظفر[5]مسجد مبارك و اللَّه إنّ اطباقه لصخرة[6]خضراء ما بعث اللَّه من نبيّ إلّا فيها تمثال وجهه و هو مسجد
السّهلة، و مسجد الحمراء و هو مسجد يونس بن متّى عليه السّلام و لتنفجرنّ فيه عين
تظهر على السّبخة و ما حوله[7]. و
أما المساجد الملعونة فمسجد الأشعث بن قيس، و مسجد جرير بن عبد اللَّه البجليّ، و
مسجد ثقيف، و مسجد سماك بني على قبر فرعون من الفراعنة[8].
[1]في الأصل: «صرة» و كذا في البحار نقلا عن الغارات لكن فيه نقلا عن أمالى- ابن
الشيخ (رحمه الله) كما في المتن.
[2]في البحار نقلا عن التهذيب: «عينان» و نقلا عن الأمالي: «عيون».
[3]المراد بقوله (ع): «و أهله ملعونون»
قبيلة غنى، و قد مرت في أوائل الكتاب شرح حالهم (انظر ص 18- 22).
[4]في أمالى ابن الشيخ: «ناس من العرب من
أوليائنا فيصلون فيه».
[8]نقله المجلسي (رحمه الله) عن الغارات في
البحار تارة في المجلد الثامن عشر في كتاب الصلاة في باب فضل المساجد (ص 130؛ س
32) قائلا بعده: «بيان- روى مثله
في التهذيب عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر- عليه السّلام-و فيه: حتى تنفجر
فيه عينان و تكون عليه جنتان؛.
و هو أظهر و لعله اشارة الى ما في سورة الرحمن، و الظاهر أنه
المسجد الكبير المعروف الآن بمسجد الكوفة لاشتراك أكثر الفضائل كما سيأتي، و يحتمل
أن يكون غيره كما يظهر من بعض الاخبار، و مسجد الحمراء لعله الموضع المعروف الآن