فالزم لي جانب الفرات حتّى تمرّ بهيت[1]فتقطعها، فان وجدت بها جندا فأغر عليهم و الّا فامض حتّى تغير علي
الأنبار[2]، فان لم تجد بها جندا فامض
حتّى تغير على المدائن[3] ثمّ أقبل اليّ، و اتّق
أن تقرب الكوفة، و اعلم أنّك ان أغرت على [أهل] الأنبار و أهل المدائن فكأنّك
أغرت على الكوفة، انّ هذه الغارات يا سفيان على أهل العراق ترهب قلوبهم[4] و تجرّئ[5] كلّ من كان له فينا
هويّ [منهم] و يرى فراقهم، و تدعو إلينا كلّ من كان
[1]في مراصد الاطلاع: «هيت بالكسر و آخره
تاء مثناة سميت باسم بانيها و هو هيت البندى و يقال البلندى بلدة على الفرات فوق
الأنبار ذات نخل كثير و خيرات واسعة على جهة البرية في غربي الفرات، و بها قبر عبد
اللَّه بن المبارك».
[2]في المراصد أيضا: «الأنبار مدينة على
الفرات غربي بغداد كانت الفرس تسميها فيروز سابور أول من عمرها سابور ذو الأكتاف
سميت بذلك لانه كان يجمع بها أنابير- الحنطة و الشعير و أقام بها أبو العباس
السفاح الى أن مات و جدد بها قصورا و أبنية» و قال ياقوت في معجم البلدان: «و قيل: انما سمى
الأنبار لان نصر لما حارب العرب الذين لا خلاق لهم حبس الاسراء فيه و قال أبو
القاسم: الأنبار حد بابل سميت به لانه كان يجمع بها أنابير الحنطة و الشعير و القت
و التبن، و كانت الاكاسرة ترزق أصحابها منها و كان يقال لها: الاهراء؛ فلما دخلتها
العرب عربتها فقالت: الأنبار. و قال الأزهري: الأنبار أهراء الطعام واحدها نبر و
يجمع على أنابير جمع الجمع و سمى الهري نبرأ لان الطعام إذا صب في موضعه انتبر أي
ارتفع و منه سمى المنبر لارتفاعه، و قال ابن السكيت: النبر دويبة أصغر من القراد
يلسع فيحبط موضع لسعها أي يرم و الجمع الأنبار (الى آخر ما قال)». و قال الفيروزآبادي: «الأنبار بيت التاجر ينضد فيه المتاع؛ الواحد نبر بالكسر، و بلد
بالعراق قديم» و شرحه الزبيدي بقوله: «على شاطئ الفرات في غربي بغداد بينهما عشرة فراسخ قالوا: و ليس في
الكلام اسم مفرد على مثال الجمع غير الأنبار و الأبواء و الابلاء، فإنما يجيء في
أسماء المواضع لان شواذها كثيرة، و ما سوى هذه فإنما يأتى جمعا أو صفة كقولهم: قدر
أعشار و ثوب أخلاق و نحو ذلك».