فلمّا رأت بنو تميم أنّ الأزد قد قاموا دون زياد [بعثت اليهم: أخرجوا
صاحبكم و نحن نخرج صاحبنا فأىّ الأميرين غلب، عليّ أو معاوية دخلنا في طاعته و لا
نهلك عامّتنا، فبعث اليهم أبو صبرة: انّما كان هذا يرجى عندنا قبل أن نجيره، و
لعمري ما قتل زياد[2]] و إخراجه[3] الّا سواء، و انّكم
لتعلمون أنّا لم نجره الّا تكرّما، فالهوا عن هذا.
عن أبي الكنود[4]أنّ
شبث بن ربعي[5]قال لعليّ عليه السّلام: «يا أمير المؤمنين
ابعث
[1]ذكر الطبري هذه القصة هكذا (ج 6، ص 64):
«و خرج زياد حتى أتى الحدان و نزل في دار صبرة و حول بيت المال و
المنبر فوضعه في مسجد الحدان، و تحول مع زياد خمسون رجلا منهم أبو أبى حاضر، و كان
زياد يصلى الجمعة في مسجد الحدان و يطعم الطعام، فقال زياد لجابر بن وهب الراسبي:
يا أبا محمد انى لا أرى ابن الحضرميّ يكف و لا أراه الا سيقاتلكم و لا أدرى ما عند
أصحابك؟ فأمرهم و انظر ما عندهم، فلما صلى زياد جلس في المسجد و اجتمع الناس اليه
فقال جابر: يا معشر الأزد تميم تزعم أنهم هم الناس و أنهم أصبر منكم عند البأس، و
قد بلغني أنهم يريدون أن يسيروا إليكم حتى يأخذوا جاركم و يخرجوه من المصر قسرا،
فكيف أنتم إذا فعلوا ذلك و قد آجرتموه و بيت مال المسلمين؟- فقال صبرة بن شيمان و
كان مفخما: ان جاء الأحنف جئت، و ان جاء الحتات جئت، و ان جاء شبان ففينا شبان
فكان زياد يقول: اننى استضحكت و نهضت و ما كدت مكيدة قط كنت الى الفضيحة بها أقرب
منى للفضيحة يومئذ لما غلبني من الضحك».
و ذكر ابن الأثير في الكامل (ج 3، ص 144) القصة نحو ما ذكره
الطبري.
[2]ما بين المعقوفتين سقط من الأصل و
نقلناه من شرح النهج.
[4]قال الأردبيليّ (رحمه الله) في جامع
الرواة و المامقاني (رحمه الله) في تنقيح- المقال: «أبو الكنود الوائلى
عده الشيخ (رحمه الله) كذلك في باب الكنى من أصحاب أمير- المؤمنين عليه السّلام».
أقول: قد وقع الرجل في سند نصر بن مزاحم في كتاب صفين في موارد
كثيرة