من كان له مال فإيّاه و الفساد؛ فإنّ إعطاء المال في غير حقّه تبذير
و إسراف، و هو ذكر لصاحبه في النّاس و يضعه عند اللَّه[1]،و لم يضع رجل ماله في غير حقّه
و عند غير أهله الّا حرمه اللَّه شكرهم و كان لغيره ودّهم، فان بقي معهم من يودّهم
و يظهر لهم الشّكر[2]فانّما هو ملق و كذب، و إنّما ينوى[3]أن ينال من صاحبه مثل الّذي كان يأتى إليه من قبل؛ فإن زلّت بصاحبه
النّعل[4]فاحتاج[5]إلى معونته و مكافأته فشرّ خليل و ألأم خدين، و من صنع المعروف فيما
آتاه اللَّه فليصل به القرابة و ليحسن[6]فيه الضّيافة، و ليفكّ به العاني[7]و ليعن به الغارم و ابن السّبيل و الفقراء
[7]في النهاية: «أعتق النسمة و فك الرقبة؛ تفسيره
في الحديث أن عتق النسمة أن ينفرد بعتقها، و فك الرقبة أن يعين في عتقها، و أصل الفك
الفصل بين الشيئين و تخليص بعضها من بعض؛ و منه الحديث: عودوا المريض و فكوا العاني
أي أطلقوا الأسير، و يجوز أن يريد به العتق».
أقول: منه قول دعبل في آل النبي- عليهم السّلام- في تائيته المعروفة:
«بنفسيأنتم من كهول
و فتية
لفك عناة أو لحمل ديات»
و قال المجلسي (رحمه الله) في المجلد الثاني عشر من البحار في تفسيره
لمعنى البيت (ج 12؛ ص 77؛ س 5):
«قومعناة أي أسارى أي كانوا معدين مرجون لفك الأسارى و حمل الديات عن القوم».