فقاتلوا قتالا شديدا[1]، ثمّ إنّه انصرف حتّى وقف موقفه الّذي كان
فيه من الميمنة، ثمّ بعث إلى المنجاب بن راشد الضّبّيّ و هو في الميسرة: أن احمل عليهم،
فحمل، فثبتوا له، فقاتلوا قتالا شديدا طويلا، ثمّ إنّه رجع حتّى وقف موقفه الّذي كان
فيه من الميسرة، ثمّ إنّ معقلا بعث إلى ميمنته و ميسرته: إذا حملت فاحملوا جميعا، فحرّك
دابّته و ضربها[2] ثمّ حمل و حمل أصحابه جميعا فصبروا لهم ساعة.
ثمّ إنّ النّعمان بن صهبان[3] الرّاسبيّ[4] بصر بالخرّيت فحمل عليه فضربه
[2]في الطبري: «فحرك
رايته و هزها» و في شرح النهج «ثم أجرى فرسه و ضربها».
[3]في توضيح الاشتباه للساروى: «النعمان
بضم النون اسم جماعة، منهم ابن صهبان بضم الصاد المهملة و تقديم الهاء على الباء
الموحدة من رجال على عليه السّلام الّذي
قال يوم الجمل:من دخل داره فهو آمن».
و في تنقيح المقال: «النعمان بن صهبان، عده الشيخ (رحمه الله) في رجاله من
أصحاب أمير المؤمنين (ع) و قال: انه الّذي
قال أمير المؤمنين (ع) يوم الجمل:من دخل داره فهو آمن.
(انتهى) و على منواله جرى في القسم الأول من الخلاصة، و عنونه ابن داود
في الباب الأول و نقل ما في رجال الشيخ (رحمه الله) و أقول: أقل ما يفيده القول المذكور
هو حسن الرجل، و صهبان بالصاد المهملة المضمومة و قيل: المفتوحة و الهاء الساكنة و
الباء الموحدة من تحت و الالف و النون».
أقول: هو مذكور أيضا في جامع الرواة و غيره من كتب علمائنا رضى اللَّه
عنهم.
[4]في اللباب لابن الأثير: «الراسبي
بفتح الراء و سكون الالف و كسر السين المهملة و في آخرها باء موحدة، هذه النسبة
الى بنى راسب و هي قبيلة نزلت البصرة ينسب اليها أبو شعبة نوح الراسبي روى عن
الحسن و روى عنه زيد بن الحباب (الى أن قال) قلت:
لم يذكر أبو سعد من أي القبائل هو راسب؟ و هو راسب بن ميدعان بن مالك
بن نصر بن الأزد بطن من الأزد منهم عبد اللَّه بن وهب الراسبي رئيس الخوارج يوم النهروان
و فيه قتل (الى آخر ما قال)» و في القاموس: «بنو راسب حي» و شرحه الزبيدي في تاج- العروس بقوله: «منهم في
الأزد راسب بن مالك بن ميدعان بن مالك بن نصر بن الأزد و منهم في قضاعة راسب بن
الخزرج بن جد بن حزم بن رباب و جابر بن عبد اللَّه الراسبي صحابى».