أمّا بعد فابعث رجلا من قبلك صليبا شجاعا معروفا بالصّلاح في ألفي رجل
من أهل البصرة فليتّبع معقل بن قيس فإذا خرج من أرض البصرة فهو أمير أصحابه حتّى يلقى
معقلا، فإذا لقيه فمعقل أمير الفريقين فليسمع منه و ليطعه و لا يخالفه، و مر زياد ابن
خصفة فليقبل إلينا، فنعم المرء زياد و نعم القبيل قبيله[1] [و السّلام[2]].
قال[3]: و كتب عليّ عليه السّلام الى زياد بن خصفة:
أمّا بعد فقد بلغني كتابك و فهمت ما ذكرت به النّاجىّ و أصحابه[4]الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ[5]وَ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ[6]فهم حيارى عمون[7]،يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ
صُنْعاً
زهير قال: حدثني عبد الرحمن بن مخنف قال: صرع يزيد بن المغفل الى جنبي
فقتلت صاحبه و قمت على رأسه، و قتل أبو زبيب بن عروة فقتلت صاحبه و جاءني سفيان بن
عوف فقال:
أ قتلتم يا معشر الأزد يزيد بن المغفل؟- فقلت له: اى و اللَّه انه لهذا
الّذي تراني قائما على رأسه قال: و من أنت حياك اللَّه؟- قلت: أنا عبد الرحمن بن مخنف،
فقال: الشريف الكريم، حياك اللَّه و مرحبا بك يا ابن عم، أ فلا تدفعه الى؟- فأنا عمه
سفيان بن عوف بن المغفل فقلت: مرحبا بك، أما الآن فنحن أحق به منك و لسنا بدافعيه إليك،
و أما ما عدا ذلك فلعمري أنت عمه و وارثه».
فعلى ذلك هو رجل آخر غير ما نحن فيه، فتفطن.
أقول: سيجيء لابنه عبد اللَّه ذكر في قصة غارة سفيان بن عوف الغامدي.
و لعل كلمتي «عبد اللَّه بن» قد سقطتا هنا من الأصل فعليه يستقيم
الكلام بلا تكلف، فتدبر.