و الحقّ و كلمة السّواء فتولّوا عن الحقّ[1] فأخذتهم العزّة بالإثم[2]وَ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ[3] فقصدونا و صمدنا صمدهم[4] فاقتتلنا قتالا شديدا ما بين قائم الظّهيرة[5] إلى أن دلكت الشمس[6] و استشهد منّا رجلان صالحان و أصيب منهم خمسة نفر و خلّوا لنا المعركة
و قد فشت فينا و فيهم الجراح، ثمّ إنّ القوم لمّا ألبسهم[7] اللّيل خرجوا من تحته متنكّرين[8] الى أرض الأهواز و قد بلغني[9] أنّهم نزلوا منها جانبا، و نحن بالبصرة نداوى جراحنا و ننتظر أمرك- رحمك
اللَّه- و السّلام.
[2]مأخوذ من قول اللَّه تعالى:«وَإِذا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ
أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ (آية 206 سورة البقرة)».
[3]مأخوذ من قول اللَّه تعالى في سورة العنكبوت (آية
38):«وَعاداً وَ ثَمُودَ وَ قَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَساكِنِهِمْ وَ زَيَّنَ
لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَ كانُوا مُسْتَبْصِرِينَ»
[4]في النهاية: «في
حديث معاذ بن الجموح في قتل أبى جهل: فصمدت له حتى أمكنتني منه غرة أي ثبت له و
قصدته و انتظرت غفلته، و
منه حديث على:فصمدا صمدا حتى ينجلي لكم عمود الحق».
و في مجمع البحرين: «الصمد القصد يقال: صمده يصمده صمدا قصده و منه الدعاء:
اللَّهمّ إليك صمدت من بلدي، و في حديث: صمد الى جدي أي قصده
و من كلام على (ع) في تعليم قومه الحرب:فصمدا صمدا حتى ينجلي لكم عمود
الحق أي فاقصدوا قصدا بعد قصد».
[5]قال الجوهري: «الظهيرة
الهاجرة يقال: أتيته حد الظهيرة و حين قام قائم الظهيرة» و قال الفيومى: «الظهيرة
الهاجرة و ذلك حين تزول الشمس».
(6)- في الأصل:
«أدلكت الشمس» و في البحار: «أدركت (و
في نسخة: دلكت)» فقال المجلسي (رحمه الله): «
قوله (ع):أدركت الشمس،.
لعله كناية عن الغروب أي أدركت مغربها كأنها تطلبه، و في بعض النسخ:
دلكت و هو أصوب قال في القاموس: دلكت الشمس دلوكا غربت و اصفرت، أو مالت، أو زالت عن
كبد السماء».
[7]كذا في الأصل أي ألبسهم الليل ثوبه و هو الظلام نظير
قولهم: جن عليه الليل، و في الطبري: «لبسهم الليل» و في شرح النهج و البحار: «لما
أدركوا الليل».