ضعف أودى[1]،و من ترك الجهاد [في اللَّه]
كان كالمغبون المهين.
اللَّهمّ اجمعنا و إيّاهم على الهدى، و زهّدنا و إيّاهم في الدّنيا،
و اجعل الآخرة خيرا لنا و لهم من الاولى، و السّلام[2].
[قصة مرج مرينا]
عن بكر بن عيسى قال: لمّا قتل محمّد بن أبي بكر و ظهر معاوية على مصر
قوي أمره و كثرت أمواله، و ازداد أصحاب عليّ عليه السّلام تفرّقا عليه و كراهية للقتال،
و كان عامل مصر قيس بن سعد بن عبادة- رضى اللَّه عنه- عزله عليّ و بعث الأشتر- رحمه
اللَّه- [اليها] و قد كان له قبل أن يشخصه الى مصر غارات بالجزيرة، و ذلك أن معاوية
بعث الضّحّاك بن قيس[3] على ما في سلطانه من أرض الجزيرة و كان في يديه حرّان[4] و الرّقّة[5] و الرّهاء[6] و قرقيسياء، [و كان من كان بالكوفة و البصرة من العثمانيّة
[1]قال المجلسي (رحمه الله) نقلا عن الجوهري: «أودى
فلان هلك فهو مود».
[2]هنا تم الكتاب الّذي ذكرنا سنده فيما سبق (أعنى
302).
أقول: الكتاب مذكور في الإمامة و السياسة لابن قتيبة (ج 1، ص 161-
166).
فليعلم أن ابن أبى الحديد قد أطال الكلام في شرح هذا الكتاب و خاض في
بيانه بما يقتضيه المقام من الحل و العقد و النقض و الإبرام، فمن أراد الاطلاع على
ذلك فليراجع الشرح المذكور (ج 4، ص 164- 199).
[3]في تقريب التهذيب: «الضحاك بن
قيس بن خالد بن وهب الفهري أبو- أنيس الأمير المشهور صحابى صغير قتل في وقعة مرج
راهط سنة أربع و ستين/ س».
أقول: قد مر ذكر الرجل و سيأتي أيضا تحت عنوان «غارة
الضحاك بن قيس الفهري».
[4]في مراصد الاطلاع: حران بتشديد الراء و آخره نون مدينة
قديمة قصبة ديار مضر بينها و بين الرهاء يوم، و [بينها] بين الرقة يومان».
[5]في المراصد أيضا: «الرقة
بفتح أوله و ثانيه و تشديده و الهاء ... مدينة مشهورة على الفرات من جانبها
الشرقي، بينها و بين حران ثلاثة أيام من بلاد الجزيرة».
[6]و في المراصد أيضا: «الرهاء
بضم أوله يمد و يقصر مدينة بالجزيرة فوق حران بينهما ست فراسخ».
و أيضا فيه: «قرقيسياء بالفتح ثم السكون و قاف اخرى و ياء ساكنة و سين
مكسورة و ياء اخرى و ألف ممدودة بلد على الخابور عند مصبه و هي على الفرات، جانب
منها على الخابور و جانب على الفرات».