عسل قد جعل فيها سمّا فسقاه إيّاه فلمّا شربها مات[1].
عن جابر و ذكر ذلك [عن] الشّعبيّ عن صعصعة بن صوحانأنّ عليّا- كتب إليهم:
من عبد اللَّه عليّ بن أبى طالب أمير المؤمنين الى من بمصر[2]من المسلمين: سلام عليكم فإنّي أحمد إليكم اللَّه الّذي لا إله إلّا
هو. أمّا بعد فإنّي قد بعثت إليكم عبدا من عباد اللَّه لا ينام أيّام الخوف، و لا ينكل
عن الأعداء حذار الدّوائر[3]،لا نأكل عن قدم، و لا واه في عزم[4]،من أشدّ عباد اللَّه بأسا و أكرمهم
حسبا، أضرّ على الفجّار من حريق
[1]ذكره الطبري عند ذكره حوادث سنة ثمان و ثلاثين (ج
6 من طبعة مصر، ص 54) و ابن أبى الحديد في شرح النهج (ج 2، ص 29) و نقله المجلسي (رحمه
الله) في ثامن البحار في باب الفتن الحادثة بمصر (ص 648) نقلا عن أمالى المفيد كما
أشرنا اليه سابقا (ص 257) و نص عبارته هكذا: «و
خرج الأشتر حتى أتى القلزم و استقبله ذلك الدهقان فسلم عليه و قال: أنا رجل من أهل
الخراج و لك و لأصحابك على حق في ارتفاع أرضى، فانزل على أقم بأمرك و أمر أصحابك و
علف دوابكم و احتسب بذلك لي من الخراج، فنزل عليه الأشتر فأقام له و لأصحابه بما
احتاجوا اليه، و حمل اليه طعاما دس في جملته عسلا جعل فيه سما، فلما شربه الأشتر
قتله و مات».
[3]يأتى بيان لهذه الكلمة من المجلسي (رحمه الله) عن
قريب (انظر ص 261- 262).
[4]في نهج البلاغة في خطبة لأمير المؤمنين (ع) علم فيها
الناس الصلاة على النبي (ص):
«غيرنأكل عن قدم و لا واه في عزم».
قال ابن أبى الحديد في شرحه: «غير
نأكل عن قدم أي غير جبان و لا متأخر عن أقدام، و القدم التقدم يقال: مضى قدما أي
تقدم و سار و لم يعرج. قوله: و لا واه في عزم و هي أي ضعف و الواهي الضعيف» و قال
ابن الأثير في النهاية في «نكل»: «نكل عن
الأمر ينكل و نكل ينكل إذا امتنع، و منه النكول في اليمين و هو الامتناع منها و
الاقدام عليها (الى أن قال) و في حديث على: غير نكل في قدم أي بغير جبن و إحجام في
الاقدام» و قال في «قدم»: «في
حديث على: غير نكل في قدم و لا واهيا في عزم، أي في تقدم، و يقال: رجل قدم إذا كان
شجاعا، و قد يكون القدم بمعنى التقدم» و قال في «و
هي»: «و في حديث على: و لا واهيا في عزم، و يروى: و لا وهى، في عزم أي
ضعيف أو ضعف».