بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم، هذا ما عهد عبد اللَّه عليّ أمير المؤمنين
إلى محمّد بن أبى بكر حين ولّاه مصر، أمره بتقوى اللَّه [و الطّاعة له[1]] في السّرّ و العلانية، و خوف اللَّه في المغيب و المشهد، و [أمره]
باللّين للمسلم[2]و بالغلظة على الفاجر، و بالعدل على أهل الذّمّة، و بالإنصاف للمظلوم،
و بالشّدّة على الظّالم، و بالعفو عن النّاس، و بالإحسان ما استطاع، و اللَّه يجزى
المحسنين [و يعذّب المجرمين[3]].
و أمره أن يدعو من قبله إلى الطّاعة و الجماعة، فإنّ لهم في ذلك من
العاقبة[4]
- ذكره الطوسي في رجال الشيعة» ففي تنقيح المقال: «الحارث بن
كعب الأزدي الكوفي عده الشيخ (رحمه الله) من أصحاب السجاد عليه السّلام و ظاهره
كونه إماميا الا أن حاله مجهول».
و قال الطبري في هذا المورد (ج 5 من الطبعة الاولى بمصر، ص 231):
«قالهشام عن أبى مخنف قال: حدثني الحارث بن كعب الوالبي عن أبيه قال: كنت
مع محمد بن أبى بكر حين (الحديث)» و قد قال قبل ذلك بقليل: «حدثني
الحارث بن كعب الوالبي من والبة الأزد عن أبيه» و صرح بمثله أيضا في غير مورد من
تأريخه و في الاشتقاق لابن دريد عند ذكره قبائل الأزد (ص 492): «و
منهم [أي من قبائل نصر بن الأزد] بنو والبة فالوالبة الفرخ من الزرع يخرج في أصل
الكبير و يقال: و لب الزرع إذا خرجت له فراخ، و يقال: ألب فلان على فلان و ولب إذا
حرش عليه و يقال: ألب فلان مع فلان أي ميله معه» و قال أيضا فيه (ص 495): «و
جنادبة الأزد جندب بن زهير، و جندب بن كعب من بنى والبة (الى آخر ما قال) فتحصل
مما ذكرنا أن ما ذكره الشيخ الطوسي (رحمه الله) في رجاله بقوله: «الحارث بن
كعب الأزدي الكوفي» هو هذا الرجل بعينه.