بلحمه و دمه و شعره و بشره حيث زال زال معه، و لا ينبغي للنّار أن تأكل
منه شيئا.
قلنا: فحدّثنا عن نفسك، قال: مهلا، نهانا اللَّه عن التّزكية، قال له
رجل: فانّ اللَّه يقول:وَ أَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ[1]،قال: فانّي أحدّث بنعمة ربّي،
كنت و اللَّه إذا سألت أعطيت، و إذا سكتّ ابتديت، و انّ تحت الجوانح منّى لعلما جمّا
فاسألونى[2].
فقام اليه ابن الكوّاء[3]فقال: يا أمير المؤمنين، فما قول اللَّه:وَ الذَّارِياتِ ذَرْواً؟قال: الرّياح، ويلك، قال: فما
الحاملاتوِقْراً؟- قال: السّحاب، ويلك، قال: فما
الجارياتيُسْراً؟- قال: السّفن، ويلك، قال: فما المقسماتأَمْراً؟- قال:
-
به علما، قالوا: فعمار؟- فقال: مؤمن نسئ فان ذكرته ذكر، قالوا: فأبو
ذر؟- فقال:
وعى علما عجز فيه، قالوا: فأبو موسى؟- فقال: صبغ بالعلم صبغة ثم خرج
منه، قالوا:
فحذيفة؟- قال: أعلم أصحاب محمد بالمنافقين، قالوا: فسلمان؟- فقال: أدرك
علم الأول و علم الأخر، بحر لا يدرك قعره، و هو منا أهل البيت، قالوا: فأنت يا أمير
المؤمنين؟- قال: كنت إذا سألت أعطيت و إذا سكت ابتديت». و قال أيضا انظر (ص 202): «و سئل على- رضى اللَّه عنه- عن
سلمان فقال: ذاك رجل منا أهل البيت أدرك علم الأولين و الآخرين من لكم بلقمان الحكيم؟!
و في لفظ: و كان بحرا لا ينزف».
[2]نقله المجلسي (رحمه الله) في ثامن البحار في باب ذكر
أصحاب النبي (ص) و أمير المؤمنين عليه السّلام (ص 733، س 26) عن كتاب الغارات الى قوله:
«فقام
اليه ابن الكواء» ثم قال:
فسأله عن مسائل أوردناها في محالها» و نقله المحدث النوري (رحمه الله)
في نفس الرحمن في فضائل سلمان، و غيرهما أيضا في غيرهما و سنشير الى موارد نقلهما في
تعليقات آخر الكتاب ان شاء اللَّه تعالى.
(انظر التعليقة رقم 29).
[3]هو عبد اللَّه بن أو في اليشكري النسابة المعروف بابن
الكواء و سنشير الى ترجمته على سبيل التفصيل في تعليقات آخر الكتاب ان شاء اللَّه تعالى.