بيدي و أخرجني الى ناحية الجبّان[1]فلمّا أصحر[2]تنفّس [الصّعداء[3]] و قال:
يا كميل انّ هذه القلوب أوعية فخيرها[4]أوعاها[5]،احفظ عنّي ما أقول:
النّاس ثلاثة، عالم ربّانيّ[6]،و متعلّم على سبيل نجاة، و همج[7]رعاع[8]،أتباع كلّ ناعق[9]،يميلون مع كلّ ريح، لم يستضيئوا
بنور العلم، و لم يلجئوا الى ركن وثيق[10].
يا كميل العلم خير من المال، العلم يحرسك[11]و أنت تحرس المال، و العلم
الغارات (ط - الحديثة) ؛ ج1 ؛ ص149
[1]الجبان و الجبانة بالتشديد الصحراء، و تسمى بهما المقابر
أيضا.
[6]منسوب الى الرب بزيادة الالف و النون على خلاف القياس
كالرقباني فقال الجوهري: «الرباني المتأله العارف باللَّه تعالى» و كذا قال الفيروزآبادي و قال
في الكشاف: «الرباني
هو شديد التمسك بدين اللَّه و طاعته» و قال في مجمع البيان: «هو الّذي يرب أمر الناس بتدبيره
و إصلاحه إياه».
[7]الهمج بالتحريك جمع همجة و هي ذباب صغير كالبعوض يسقط
على وجوه الغنم و الحمير و أعينهما، كذلك ذكره الجوهري.
[8]الرعاع الاحداث الطغام من العوام و السفلة و أمثالها.
[9]النعيق صوت الراعي بغنمه و يقال لصوت الغراب أيضا،
و المراد أنهم لعدم ثباتهم على عقيدة من العقائد و تزلزلهم في أمر الدين يتبعون كل
داع و يعتقدون بكل مدع و يخبطون خبط العشواء من غير تمييز بين محق و مبطل، و لعل في
جمع هذا القسم و افراد القسمين الأولين إيماء الى قلتهما و كثرته كما ذكره الشيخ البهائي
(رحمه الله).
[10]الركن الوثيق هو العقائد الحقة البرهانية اليقينية
التي يعتمد عليها في دفع الشبهات و رفع مشقة الطاعات.
[11]أي من مخاوف الدنيا و الاخرة و الفتن و الشكوك و الوساوس
الشيطانية.