قد علّم اللّه نبيّه طريق رفع هذا الإعضال و لقّنه تقرير الجواب عن
هذا السؤال فقال: قل يا محمّدإِنَّ
الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ أي الذين
تقدّموا عليكم من آبائكم و غير آبائكم، و الذين يتأخّرون عن زمانكملَمَجْمُوعُونَ إِلى مِيقاتِ يَوْمٍ
مَعْلُومٍ أي لمحشورون
إلى أجل وقّت به اللّه عباده، و هو يوم معلوم عند اللّه، هو يوم القيامة، فإنّ
الميقات ما وقّت به الشيء.
قال صاحب الكشّاف: «إنّ هذه الإضافة بمعنى «من» كخاتم فضة».
و الحقّ أنّها بيانيّة.
و هو يوم يسع الخلائق كلّها، لأنه يشمل الأيّام كلّها، لكون مقداره
خمسين ألف سنة، كما أنّ أرض المحشر تسعهم أجمعين لأنّها جامعة الأرضين كلّهنّ- كما
حقّقه العارفون- فإنّ المعية و الجمعية للخلائق على ضرب آخر ليست كمعيّة زمانيّة
أو جمعيّة مكانيّة، كيف و ليس لجميع الأزمنة زمان، و لا لجميع الأمكنة مكان، و لا
لمجموع هذه الدار دار اخرى، إلّا بمعنى اخرى [92] له نحو آخر من الكون.
و لنمثّل لاجتماع الخلائق عند اللّه في يوم واحد على الساهرة [93] بمثال واحد جزئيّ، و هو: إنّ ملاقات
الكرة المتدحرجة مع السطح المستوي لا يكون