نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 7 صفحه : 64
المستقبحات
[87] و تدفع القاذورات. و الثانية: القوّة الغضبيّة التي من شأنها الغلبة
و التهجّم و الإيذاء. و الثالثة: القوّة الإدراكيّة سيّما الوهمية التي من شأنها
الجربزة و المكر و الحيلة.
فقولهإِنَّهُمْ
كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُتْرَفِينَ
إشارة
إلى فعل القوّة الشهويّة على وجه الإفراط. أي كانوا في الدنيا متنعّمين، مفرطين في
المآكل و المشارب اللذيذة و المناكحات الشهيّة. و بيّن سبحانه أنّ الترف ألهاهم عن
الانزجار، و شغلهم عن الاعتبار، فكانوا تاركين للواجبات طلبا للراحة [88].
و قوله تعالى:وَ
كانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ-
أي:
الذنب العظيم- إشارة إلى فعل القوّة الغضبيّة، إذ الإصرار على الذنب أن يقيم عليه
و لا يقعد عنه بلوم لائم
[89] و لا ينزجر بزجر زاجر، لشدّة القوّة و إفراط الداعية.
و لمّا كانت القوّة الغضبيّة أقوى من الشهويّة و أقرب إلى الأفعال [90] الباطنة، فكانت ذنبها عظيما بالقياس إلى
ذنب الشهوة. فكذلك ذنب القوّة الوهميّة أعظم من ساير الذنوب، كما أنّ طاعتها أعظم
أجرا من طاعة هذه القوى التي تحتها.
قيل: كانوا يحلفون أن لا يبعث اللّه من يموت و أنّ الأصنام أنداد
اللّه.
و قوله:يَقُولُونَ
أَ إِذا مِتْنا وَ كُنَّا تُراباً
إشارة
إلى فعل القوّة الوهميّة، و هو الإعتقاد الباطل في استحالة البعث و النشور، بناء
على مقدّمات وهميّة و قضايا كاذبة يؤلف منها قياس مغالطي، أو مقدّمات مشهورة و
قضايا شبيهة بالحقّ يؤلف منها قياس جدلي.