نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 7 صفحه : 60
و من هوت نفسه إلى العالم الأسفل و نزلت درجته إلى درجة الطبيعة و
الحواسّ، فهو من أهل الشقاوة الاخرويّة و أصحاب الشمال و الوبال، لركونه و سكونه
إلى عالم الطبيعة. فإذا زالت عنه القوى الطبيعيّة و نفدت [80] عنه هذه الحواسّ كان كإنسان مقطوع الأعضاء، ممثول الأطراف في
ظلمة شديدة لا أوحش منها. فما أصعب حال أصحاب الشمال و ما أشدّ نكال أهل الظلمة و
الوبال.
فأراد سبحانه أن يكشف عن سوء أحوالهم و قبح و بالهم:
فقال- عزّ اسمه-: [سورة الواقعة [56]: الآيات 42 الى 44]
فِي سَمُومٍ وَ حَمِيمٍ [42] وَ ظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ [43] لا
بارِدٍ وَ لا كَرِيمٍ [44]
أي في ريح حارة، حرّ نار تدخل مسامّهم و خروقهم [81]، و في ماء مغلي حارّ متناهي الحرارة، و ظلّ من
دخان أسود شديد السواد، لا بارد يستراح إليه و يسكن لديه، و لا كريم ينتفع به و
يتخلّص من يأوي إليه من ألم الحرّ و أذى الجحيم. سمّاه «ظلّا» ثمّ نفى عنه صفتي الظلّ، و المراد إثبات مقابل
هذين الصفتين، و المعنى أنّه ظل حارّ ضارّ لا كظلال أهل الجنّة. و للنفي في مثل
هذا الكلام [82] بلاغة ليست
للإثبات، لاشتماله على ضرب من التهكّم بأصحاب الشمال، و أنّهم قد حرموا روح تلك
الظلال العالية و بردها و نفعها.