نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 7 صفحه : 45
و إذا بلغ الرجل إلى غاية يكون شعفه مقصورا على إدراك أحوال
الربوبيّة انحطت درجته عند الناس- إذ يخرج كلامه عن حدود عقولهم- و يهجرهم و
يهجرونه و يتركهم و دينهم و ينفرد عنهم آخذا بدينه عاملا بوصيّة ربّه:
لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَ لا تَأْثِيماً (25)
«اللغو» و «العبث»
من
فعل القوّة المتخيّلة إذا لم يكن معها غاية عقليّة أو فكريّة.
و «التأثيم» من فعل القوّة الطبيعيّة عند عصيانها عن طاعة
النفس.
فالأول ناش من ضعف العقل، و الثاني من غلبة الطبيعة و انقهار النفس و
عجزها، و هما منتفيان عن أهل الجنان و أصحاب الرضوان.
قوله عزّ اسمه: [سورة الواقعة (56): آية 26]
إِلاَّ قِيلاً سَلاماً سَلاماً (26)
لسلامة صدورهم و نقاء سريرتهم عن الغشّ و العداوة، و سلامة أقوالهم و
اعتقاداتهم عن الكذب و الغلط، فلا يسمعون إلّا قول بعضهم لبعض على وجه التحيّة:
سلاما سلاما. فيفشون بينهم السلام و حسن الكلام و نصب «سلاما» إمّا على البدليّة ل «قيلا» و إمّا على كونه مفعولا به، و إمّا على
المصدريّة بتقدير سلّمك اللّه سلاما.
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 7 صفحه : 45