الذرّة: النملة الصغيرة. و قيل: الذرة: ما يرى في شعاع الشمس من
الهباء المنثور في الهواء.
أي: كلّ أحد إذا بعثر ما في القبور و حصّل ما في الصدور يرى ما عمله
في الدنيا من خير أو شرّ محضرا، و يصادف دقيق ذلك أو جليله مسطرا في ميزان عمله و
كتابلا يُغادِرُ
صَغِيرَةً وَ لا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصاها وَ وَجَدُوا ما عَمِلُوا حاضِراً وَ لا
يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً
[18/ 49] و ذلك الكتاب إمّا صحيفة ذاته أو صحيفة أعلى منها، فكلّ إنسان يكون
بعد كشف غطائه و رفع حجابه وحدّة بصره مبصرا لنتائج أعماله و مشاهدا لآثار أفعاله،
قاريا لصفحة كتابه، مطّلعا على حساب حسناته و سيّئاته، قال اللّه سبحانه:وَ كُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ
طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَ نُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً يَلْقاهُ
مَنْشُوراً* اقْرَأْ كِتابَكَ كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً [17/ 13- 14].
فمن جملة أحوال القيامة نشر الصحائف و تطاير الكتب لأنّ صحائف
الأعمال و كتب القلوب و ألواح النفوس و أقلام العقول كلّها مكنونة هاهنا مطويّة
مستورة عن الأبصار في الدنيا، و هي بارزة منشورة يوم القيامة مكشوفة
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 7 صفحه : 437