هذا القول منه يحتمل أنّ يكون بلسان الحال طبق لسان المقال، بمعنى
أنّ وجود الإنسان يكشف عمّا طرأ لها في الزلزال من الأحوال و شدايد الأهوال، و ذلك
عند النفخة الثانية، لمّا لفظت ما في بطنها و أخرجت أمواتها أحياء. فيعلم إن الغرض
الداعي لها في هذه الزلزلة خروج الأموات من بطنها أحياء، كما يخرج الجنين من بطن [8] الامّ عند اضطرابها و انزجارها.
و
قد روى محمّد بن علي بن بابويه القمّي- رحمه اللّه- في كتاب «من لا يحضره الفقيه» بسنده المتّصل إلى جابر بن عبد اللّه الأنصاري
قال: «قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إذا انقطع الرزق المقدّر للولد من سرّة
امّه زجره الملك زجرة، فانقلب فزعا من الزجرة، فصار رأسه قبل الفرج [9]،
فإذا
وقع إلى الأرض دفع إلى هول عظيم»
فالمعنى- و اللّه أعلم- إنّ حضور الخلائق يوم القيامة و حشر النفوس
الإنسانيّة إلى اللّه- بعد انقضاء تكونها التدريجي و انقطاع حياته الدنيويّة
المسبوقة بالتكوينيات الماديّة و الاستحالات الأرضيّة و التطورات الاستكماليّة،
يكشف الغطاء عن لميّة حركات الأرض و زلازلها و يفصح عنها، لأنّ هذا اليوم يوم كشف
الغطاء و يوم بروز الحقائق و ظهور السرائر، فعلى هذا يكون «ما» موصولة، و يؤيّد هذا.