نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 7 صفحه : 412
الدنيا- بل بيوم القيامة، و لا يمكن لأحد مشاهدة ذلك إلّا من كان من
أهل النشأة الآخرة كما قال سبحانهوَ السَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ
[39/ 67] فلذلك زلزلة الأرض هذه غير مختصّة الوقوع بزمان معين من هذه الأزمنة،
بل ظرف تحقّقها يوم الآخرة، و شاهد وجودها أهل الآخرة و أصحاب اليمين، فهي مطويّة
بيمين الحقّ بالقياس إلى أصحاب اليمين.
و أمّا من كان من أصحاب الشمال و أهل الجحيم و النكال فليسوا مفتوحي
العين و لا حديد البصر، حتّى يقرءوا الكتب السماويّة و ينظروا إلى سجلّ دوراتها و
طومار أوقاتها دفعة، إلّا حرفا بعد حرف و كلمة غبّ كلمة، و لا يمكنهم أيضا مشاهدة
آيات الأفلاك و الأنفس بالحقيقة إلّا كمشاهدة الدوابّ و الأنعام خلف أغشية حجب
العزّة و الجلال، و أغطية الظلمة و الوبال و البعد عن عالم النور و الجمال،
فيتوارد عليهم الأوضاع و التغيّرات و يتحكّم عليهم الأزمنة و الأوقات.
و أمّا من قوى نظره وحّد بصره- كما هو عند القيامة- فيطلع على جميع
ما في هذا الكتاب الجامع للأكوان دفعة واحدة لا يغادر حرفا منه، مثل من يطوي عنده
السجلّ الجامع للكلمات و الحروف، كما
قال النبي صلّى اللّه عليه و آله «أوتيت
جوامع
الكلم» [2].
إنّما قال:وَ
السَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ
لأنّ
أصحاب الشمال و سكّان دار الظلمات لا نصيب لهم من طيّ السموات لأنّهم أهل الحجاب-
كما مرّ- فهكذا حال هذا الزلزال للأرض ليس ممّا يدركه كلّ أحد، لأنّه غير مختصّ
الوقوع بوقت جزئيّ من أوقات الدنيا، فلا يشاهده الإنسان بمشاعر
[2] الخصال، باب الخمسة: 1/ 292: أعطيت جوامع الكلم.
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 7 صفحه : 412