نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 7 صفحه : 394
التسبيح السادس
في تقرير أمر المعاد و اختلاف حال الناس بحسبه لأجل اختلاف هممهم في
طلب اللذّات، إذ النفوس الخسيسة الدنيّة يطلبن [1] العاجلة و الدنيا، و العقول العالية الزكيّة الشريفة يطلبون
الآجلة و القصوى.
الأوّل: أنّ سبب إعراض أكثر الخلق عن اكتساب المعارف الإلهيّة و
اقتناص الحقائق العقليّة إيثارهم الحيوة الدنياويّة و شهواتها على الآخرة و
خيراتها، و ذلك لاستيلاء الدواعي الجسمانيّة من القوى الوهميّة و الشهويّة و
الغضبيّة على القوّة العاقلة، فبحسب تسلّط القوّة الجسمانيّة على القوّة العقليّة
تكون قوّة الرغبة إلى الدنيا و شدّة النفرة عن الآخرة.
و لا يخفى عليك أنّ دنياك ليس إلّا حالتك قبل الموت من جهة استعمال
آلة الحسّ و الحركة في جلب المنافع البدنيّة و دفع المضارّ الجسمانيّة بقوّتي
الشهوة و الغضب، و آخرتك ليست إلّا حالتك بعد الموت و قطع علاقتك عن هذا البدن
المظلم من جهة استعمال المشاعر الاخرويّة- من السمع و البصر و غيرهما- حسبما يناسب
أعمالك و أفعالك- و شرح ذلك ممّا يطول-.