نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 7 صفحه : 381
للتذكير لكن ليس الغرض منه أنّ تذكيره صلّى اللّه عليه و آله إيّاهم
مشترط بالنفع، بل الرسول مأمور بالوعظ و التذكير مطلقا- سواء نفع أو لم ينفع- كما
أنّ الشمس من شأنها الإضائة و التنوير، سواء قبلت الأجسام التي تحاذيها أم لم
يقبل.
فنفس النبي صلّى اللّه عليه و آله في إفاضة الأنوار العلميّة على
النفوس بمنزلة الشمس في إفاضته الأنوار الحسيّة على الأجسام المختلفة الاستعداد
لقبول النور، و نفوس الناس بعضها بمنزلة القمر، و بعضها بمنزلة الأجسام المستنيرة
كالمرائي الصقيلة، و بعضها بمنزلة الأجسام المظلمة الكدرة، بل الغرض منه الإشعار
بغباوة بعض النفوس و تعصيّهم عن إدراك الحقائق و الإخبار عن غلظة طبائعهم و جمود
قرائحهم، و الاستبعاد لتأثير الذكرى فيهم، و التسجيل على قلوبهم بالطبع و الرين،
كما تقول للواعظ: «عظ فلانا إن سمع منك الوعظ و قبل النصيحة». قاصدا
بهذا الشرط مجرّد الاستبعاد لذلك و أنّه لن يتحقّق، لا غيره.
فظهر من هذه المباحث إنّ اللّه تعالى كما يعلم الكليّات و العقليّات
يعلم الجزئيّات و الحسيّات. و كما يعلم الجهريّات النوريّة العقليّة يعلم الخفيّات
الظلمانيّة الحسيّة. و كما أنّه واقف بأسرار القلوب و مطلّع على ضمائر العقول كذلك
بصير بأعمال العباد، سميع بأقوال خلقه في البلاد.
فسبحان الذي لا يجري شيء في ملكه و ملكوته إلّا بقضائه و قدره، و
سبحان من تقدّست ذاته عن أن يغفل عن ما يفعل عباده من خيره و شرّه و نفعه و ضرّه.
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 7 صفحه : 381