أعلم إنّ هذا المطلوب يتوقف على معرفة مقاصد ثلاثة: الأوّل صفة النبي
صلّى اللّه عليه و آله في ذاته و صفاته و جوهره. و الثاني كيفيّة تكميل الناقصين
منه. و الثالث اختلاف الناس في قبول هذا الكمال منه.
أمّا الأول: فاعلم إنّ النبي- من حيث هو نبيّ- إنّما يتحقّق نبوّته
بكمال و شرف يتعلّق بنفسه و روحه، لا بقوّة و حشمة تتعلّق ببدنه و جسمه.
و كمال النفس يكون بوجهين: أحدهما توجّهه إلى الحقّ، و هو الذي يعبّر
عنه بالقوّة النظريّة، و هو ما يكون كمالا لها بحسب هويتّها و ذاتها و عند رجوعها
إلى باريها و عودها إلى عالمها و نشأتها. الثاني توجّهه إلى الخلق الذي يعبّر عنه
بالقوّة العمليّة، و هو ما يكون كمالا لها بحسب نسبتها إلى امور خارجة عنها
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 7 صفحه : 373