responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 7  صفحه : 351

و بعضها تلويحا إلى ثاني مراتبها المسمّى بالعقل بالملكة الحاصل باستعمال الحواسّ و حصول الأوّليات، و هو مناط التكليف.

و بعضها إيماء إلى المرتبة الثالثة و يسمّى حينئذ عقلا بالفعل عند تحصيل النظريّات لها بمعنى أنّها متى شاءت و التفتت إليها حصّلتها بلا كسب و تعملّ.

و بعضها إشارة إلى المرتبة الرابعة و هو حصول العلوم الكليّة و الحقائق العقليّة لها مشاهدة، و يسمّى العقل المستفاد المضي‌ء في دار المعاد.

و عند هذا التأويل يكون معنى‌ السَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ‌ العقل الفعال لأنّه يسترجع النفوس من هذا العالم إلى ما هبطت منه من المحلّ الأعلى كما قال بعض الحكماء [61]:

هبطت إليك من المحلّ الأرفع‌

ورقاء ذات تعزّز و تمنّع‌

و ما أشبه حال هذه المراتب الحاصلة من أرض النفس من أرض النفس الناطقة بتأثير سماء عالم العقل بحال المواليد الحاصلة من الأرض، فإنّ الجماد بإزاء العقل الهيولاني، لما فيه من قابليّة كونه غذا للإنسان، و النبات بإزاء العقل بالملكة و فيه استعداد تغذيته. و الحيوان- و خصوصا الحصة من الجنس التي تكون في الإنسان- بإزاء العقل بالفعل، لأنّه قريب التهيّؤ لأن يصير إنسانا. و الإنسان الحسّي بإزاء العقل المستفاد الذي هو الإنسان العقلي.- فاعلمه فإنّه كثير الجدوى-.


[61] هو الفيلسوف الشهير ابن سينا، و البيت مطلع قصيدة مشهورة له.

نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 7  صفحه : 351
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست