و الرجع: المطر. سمّي «رجعا» كما سمّي «أوبا» لأنّه يرجع و يؤب كلّ حين- من باب اطلاق المصدر
و إرادة المشتقّ، أو من باب حمل معناه عليه مبالغة، أو لإرادة التفأل- فسمّوه رجعا
و أوبا ليرجع و يؤب.
و لا يبعد أن يقال: سمّى بالرجع لأنّ الريح يرفع الأبخرة و الأدخنة
من البحر و الأرض، و يسير بهما إلى الجوّ و تنعقد سحابا ماطرا فيمطر، و المطر يرجع
إلى حيث رفع منه، لأنّ السيول و الأودية تجريان و تنصبّان إلى البحر أخيرا.
و قيل: رجع السماء إعطاؤها الخير الذي يكون من جهتها حالا بعد حال
على مرور الأزمان، فترجع بالغيث و أرزاق العباد.
و لأحد أن يقول:السَّماءِ
ذاتِ الرَّجْعِ لاستدارة
حركتها، فهي في كلّ آن ترجع إلى موضع فارقته. أو إنّها ذات الرجع لكونها ذات كواكب
راجعة في سيرها، و سمّي الكوكب «رجعا» بأحد الوجهين المذكورين، و هي الخمسة المتحيّرة
التي يكون كلّ منها في فلك غير شامل للأرض يسمى بالتدوير يحمله فلك شامل لها
يسمّى: بالحامل، نسبة حركة أحدهما- و هو التدوير-
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 7 صفحه : 349