اعلم إنّ اللّه خلق الوجود ثلاثة عوالم: دنيا و برزخا و اخرى. و
يعبّر عن كلّ منها بيوم، فكلّ يوم من أيّام الدنيا مدّة دورة الفلك الأعظم، و ربما
يطلق على زمان دورة القمر، بل على زمان دورة الشمس أيضا، و مجموعها سبعة آلاف سنة،
و كل يوم من أيام البرزخ ألف سنة مما تعدّون، أو سبعة آلاف سنين ممّا تعدّون، و
كلّ يوم من أيّام الاخرى و هي أيّام اللّه يكون خمسين ألف سنة لقوله تعالى:تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ
إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ [70/ 4].
فخلق اللّه الجسم عن الدنيا و النفس عن البرزخ و الروح عن الآخرة، و
جعل الوسائط الحاكمة الناقلة لتنوّعات عوالم الإنسان ثلاثة: ملك الموت و نفخة
الفزع و نفخة الصعق.
فالموت للأجسام، و الفزع للنفوس، و الصعق للأرواح، فإذا كان الإنسان
في هذه الدار كان الحكم فيها ظاهرا للجسم، و هو المشهود بمشاهد الحسّ و المباشر
للأحكام و الأفعال التي تناسبه و تليق به، و النفس و أحوالها و الروح
[51] الكشاف في تفسير الآية: 3/ 329. و نسبه شارح شواهد الكشاف
الى مجنون بني عامر و قبله.
إذا رمت عنها سلوة قال شافع
من الحب ميعاد السلو المقابر
و لم أجده في ديوانه.
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 7 صفحه : 343