نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 7 صفحه : 333
عنه في طريق الآخرة عن اختطاف ضرب آخر من مردة الشياطين و هم الذين
يريدون أن يسّمّعواإِلَى
الْمَلَإِ الْأَعْلى وَ يُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جانِبٍ* دُحُوراً وَ لَهُمْ
عَذابٌ واصِبٌ* إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ و يقول سفيههمعَلَى اللَّهِ شَطَطاً[38] من اثبات الصاحبة و الولد له سبحانه و يحكم على غير المحسوس
بالمحسوس، و إلّا فمن الذي خلص من شرّ إضلالهم و إفسادهم و وساوسهم و وعدهم بالشرّ
و ايعادهم على الخير و إرائتهم الباطل على صورة الحقّ، و الحقّ على صورة الباطل:وَ اللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى
صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ.
لمّا قرّر سبحانه أنّ على كلّ نفس حافظا و مبقيا لوجوده، و هو علّته
الفاعليّة أراد أن يهديه سبيل معرفة اللّه تعالى و صفاته و أفعاله، إذ بها تتمّ
حياته الكاملة في النشأة الدائمة، و بدونها موت الجهالة و هلاك السرمد و عذاب
الأبد، و هي متوقّفة على معرفة النفس، لأنّ النفس سلّم المعارف كلّها و المرقاة
إلى الحضرة الإلهيّة، فمعرفتها منشأ معرفة الحقّ ذاتا و صفة و فعلا، و الشيء ذوي
الأسباب لا يمكن العلم به إلّا من جهة العلم بأسبابه.
و الأسباب أربعة في المركّب: فاعل، و غاية، و مادّة، و صورة، و في
الأمر الصوري- كالنفس- ثلاثة: لأنّ صورته ذاته، بخلاف المركّب فإنّ صورته ليست
ذاته بل جزئه و علّة جزئه الآخر بمعنى آخر، كما أنّ المادّة جزئه الآخر