responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 7  صفحه : 293

فأمّا أن يعدم ذاتها و صفاتها و كمالاتها الذاتيّة فلا، لقوله تعالى‌ وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ* فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ يَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ‌ [3/ 169- 170].

و لا تظنّن أنّ هذا مخصوص بالمقتول في المعركة، فإنّ للعارف بكلّ نفس درجة ألف شهيد. و

في الخبر: «إنّ الشهيد يتمنّى في الآخرة أن يردّ إلى الدنيا ليقتل مرّة اخرى، لعظم ما يراه من ثواب الشهداء» [4].

و إنّ الشهداء يتمنّون أن يكونوا من العلماء، لما يرونه من علّو درجة العلماء.

و

في الحديث أيضا: «إذا كان يوم القيمة يوضع الموازين، فيوزن مداد العلماء مع دماء الشهداء فيرجّح مداد العلماء على دماء الشهداء» [5].

فإذن جميع أقطار ملكوت السموات و الأرض ميدان الحكيم العارف يتبوّء منها حيث يشاء من غير حاجة إلى أن يتحرّك إليها بجسمه و شخصه، فهو من ملاحظة جمال الملكوت في جنّة عرضها كعرض السموات و الأرض، و كلّ عارف فله مثلها من غير مزاحمة بينهم، إلّا أنّهم يتفاوتون في سعة منتزهاتهم بقدر سعة معارفهم‌ هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللَّهِ‌ و هكذا حالهم في الدنيا و في الآخرة قبل الموت و بعده، إلّا أنّ الموت يزيدهم انكشافا و ظهورا و جلاء و وضوحا لمعارفهم و مقاصدهم- فافهم و اغتنم-.


[4] الترمذي: كتاب فضائل الجهاد الباب 13 ج 4 ص 176 و 177. و أورده الغزالي في الأحياء (4/ 309) و قال العراقي في تخريجه: «متفق عليه من حديث انس و ليس فيه: و ان الشهداء يتمنون ان يكونوا علماء ... الحديث».

[5] الامالي للصدوق (ره) المجلس الثاني و الثلاثون ص 168.

نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 7  صفحه : 293
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست