responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 7  صفحه : 291

الصبيان، و لا إثبات لذّة الروائح عند فاقد الشامّة، كالجعل، أو مريضها كالمزكوم لفقدهم القوّة التي بها تدرك هذه اللذّة أو سلامتها.

و لكن من كان ذا ذائقة و سلمت ذائقته عن الأمراض و الآفات فيدرك لا محالة ما يناسبه من اللذات، و عند هذا ينبغي أن يقال لفاقد تلك الغريزة الباطنيّة: «إنّ من ذاق عرف».

و ممّا ينبهك أنّ معرفة اللّه ألذّ الأشياء أنّ طلّاب العلوم- و إن لم يشتغلوا بطلب المعارف الإلهية و اللطائف الربوبيّة- قد استنشقوا رائحة من روائح هذه اللذّة عند انكشاف المشكلات و انحلال الشبهات التي قوى حرصهم على طلب العلوم التي يطلبونها فإنّها أيضا معارف و علوم و إن كانت معلوماتها غير شريفة، لأنّ كلّ علم فهو حضور صورة مجرّدة عن مادّتها عند الذهن، و الصورة المجرّدة أصفى و ألذّ من الصورة الماديّة.

فإذا كانت هذه هكذا، فما ظنّك بلذّة من طال فكره في الملكوت حتّى انتهى إلى معرفة اللّه و قد انكشف له شي‌ء من أسرار ملك اللّه و ملكوته؟ أو لم يصادف في قلبه عند حصول ذلك طربا عقليّا و فرحا قدسيّا، ما يكاد يترك به عالم الأجسام كلّها و يطير إلى عالم القدس، نعم يوجد من يصادف ذلك في كثير من أوقاته، و يتعجّب من نفسه في ثباته و احتماله، لقوّة طربه و سروره. و هذا ممّا لا يدرك إلا بالذوق، و الحكاية قليلة الجدوى فيه.

الإشراق الخامس [حب التفرد عن الخلق‌]

لذّة معرفة اللّه و النظر إلى وجهه الكريم و المطالعة لجمال الحضرة الربوبيّة

نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 7  صفحه : 291
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست