اعلم إنّ الغالب على الخلق حبّ التلذّذ بالدنيا و التمتّع بطيّباتها
التي هي خبيثات العالم الأعلى، لأنّ التجسّم غالب على طباع الناس إلّا الأقلّين،
كما أشار إليه قوله تعالى:إِنَّ
الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ [103/ 2].
و قلّ من الإنسان من آمن بوجود المبدإ و المعاد ايمانا حقيقيّا و
صدّق باللّه و اليوم الآخر إذعانا يقينيّا. و أكثر الذين يدّعون الايمان لهذه
الأركان إذا فتّشت عن إيمانه يكون مرجعه إمّا القول باللسان فقط، و إمّا هو مع
التقليد المحض بالمشايخ و الآباء من غير برهان و لا حجّة إقناعيّة كالعميان، و
إمّا التعصّب لمذهب نشأ فيه مع الأصحاب و الرفقاء و الخلّان و إلف و عادة حصلا
(20، 21، 22، 23) مجمع البيان في تفسير الآية: ج 5 ص 289.
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 7 صفحه : 279