responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 7  صفحه : 273

معقولة- و ليس كذلك- بل هذه الحالة للعرفاء الكاملين بالإضافة إلى مقصودهم كحالته بالقياس إلى أكثر مطالبه ممّا يحبّه كثيرا من جاه أو مال، أو تقرّب سلطان، أو تفوّق في البحث على مشارك أو غير ذلك، فإنّه قد يصير مصروف الهمّ مستغرقا لشدّة الغضب بالفكر في عدوّ أو منازع له في علمه أو جاهه عند الناس، أو مستغرقا لشدة الشهوة بالفكر فيما هو معشوقه حتّى لا يكون فيه متّسع لإدراك آخر، فعند ذلك الحال ربما يخاطب و لا يفهم و يجتاز بين يديه غيره فلا يراه و عيناه مفتوحتان، و يتكلّم عنده و لا يسمع و ما باذنه صمم‌ [16]، و هو في هذا الاستغراق غافل عن كلّ شي‌ء، و عن الاستغراق أيضا، فإنّ الملتفت إلى الاستغراق غافل عن المستغرق فيه.

و إنّما سمّوا هذه الحالة فناء و إن كان الشخص و الظلّ باقيا لأنّ الأشخاص و الأظلال‌ 32- بل سائر المحسوسات- ليس لها حقيقة الوجود، بل وجودها كحكايات المرائي و الظلال، و إنّما الوجود الحقيقي لعالم الأمر و الملكوت، و القلب من عالم الأمر، قال اللّه تعالى: قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي‌ [17/ 85] و القوالب من عالم الخلق، و ليس هذا إشارة إلى قدم الروح و حدوث القالب، بل هما جميعا حادثان، و إنّما أعني بعالم الخلق ما يقع التقدير و المساحة و هي الأجسام و صفاتها، و بعالم الأمر ما لا يتطرّق إليه التقدير و المساحة.

و نحن خاصّة قد بيّنا ذلك و برهنّا على أنّ المقدار الاتّصالي جوهرا كان أو عرضا غير موجود في نفسه، و على أنّه مناط الجهالة و النسيان، كما أنّه مناط العدم و الفقدان، لزوال كلّ جزء عن كلّ جزء، و غيبة كلّ بعض عن كلّ بعض و عن الكلّ أيضا، فالعالم الجسماني ليس وجوده إلّا كوجود الظلّ، فهو من‌


[16] صميم- نسخة.

نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 7  صفحه : 273
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست