إنّما أمر اللّه عباده و وصّاهم بإكثار الذكر حتّى لا يلهيهم شيء من
تجارة و لا بيع و لا أكل و لا شرب و لا غيرها عن معرفة اللّه و عبوديته، و لا يكون
هممهم مصروفة عن الترقّي إلى عالم الربوبيّة و نفوسهم منغمرة في طلب الأغراض الحيوانيّة،
لأنّ فلاحهم في الخلاص عن النشأة السائلة الدنيويّة، و فوزهم منوط بالارتقاء منه
إلى النشأة العالية الاخرويّة، و لذلك قيل: معناه اذكروا اللّه في تجارتكم و
أسواقكم.
كما
روي عن النبي صلّى اللّه عليه و آله إنّه قال: «من ذكر اللّه في السوق مخلصا عند غفلة الناس و شغلهم بما فيه، كتب
اللّه له ألف حسنة، و يغفر له يوم القيامة مغفرة لم يخطر على قلب بشر» [1].
و اعلم إنّ المداومة على تذكّر شيء و معاودة اسمه توجب وصاله، و
لهذا قيل: العبادة باعثة للمحبّة، و المحبّة باعثة للرؤية.
و
عن أبي عبد اللّه عليه السّلام: «إنّ
العبد
يرفع رغبته إلى مخلوق، فلو أخلص نيّته للّه لأتاه الذي يريد في أسرع من ذلك».
[1] عدة الداعي: ص 242. و جاء ما يقرب منه في البحار: 93/ 154.
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 7 صفحه : 261