نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 7 صفحه : 259
فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَ
ابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ أ رأيت لو أنّ رجلا دخل بيتا و طيّن عليه بابه ثمّ قال: «رزقي ينزل علي» أ كان يكون هذا أمّا إنّه أحد الثلاثة الذين لا يستجاب
لهم.
قال:- قلت-: من هؤلاء الثلاثة؟
قال: رجل يكون عنده المرأة فيدعو عليها فلا يستجاب له، لأنّ عصمتها
في يده لو شاء أن يخلّي سبيلها. و الرجل يكون له الحق على الرجل و لا يشهد عليه،
فيجحده حقّه فيدعو عليه فلا يستجاب له، لأنّه ترك ما امر به. و الرجل لا يكون عنده
الشيء فيجلس في بيته فلا ينتشر و لا يطلب و لا يلتمس حتّى يأكله، ثمّ يدعو فلا
يستجاب له» [4].
و عن بعض السلف إنّه كان يشغل نفسه بعد الجمعة بشيء من امور الدنيا
نظرا في هذه الآية [5].
الإشراق الثاني في الإشارة إلى لبّ المعنى
إنّ الأمر بالانتشار في الأرض و ابتغاء الفضل بعد قضاء الصلوة إشارة
إلى الرجوع و المعاشرة مع الخلق بالإرشاد و التعليم، و الانتشار في أرض الحقائق، و
نشر الفضائل في أراضي قلوب المستعدّين، و إفاضة الصور الكماليّة على قوّة
قابليّاتهم بعد العزلة عنهم و الانزعاج و التوحش عن صحبتهم و التخلّي مع اللّه و
الوقوف بين يديه بالصلاة الحقيقيّة.