نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 7 صفحه : 240
فخصّ المحمّديون بوجوب حقيقة الصلوة و الذكر القلبي و المعرفة
الإلهيّة التي هي روح الصلوة، كما وجب عليهم صورة الصلوات الخمس المكتوبة، و أمروا
بالمواظبة عليها و المحافظة لها و تكريرها في كلّ يوم بهيئة مخصوصة مشتملة على سرّ
الهيّ في أوقات معيّنة، و هي ذكر له تعالى و قربة إلى جناب الحقّ و مناجاة معه، و
روح الصلوة أشدّ وجوبا على بواطن العقلاء الكاملين من صورتها على ظواهر سائر الناس
و قد قال سبحانه:وَ
مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ
الْقِيامَةِ أَعْمى [20/ 124].
الإشراق السابع في تحقيق القول من سبيل آخر
قد بان لك إنّ في الإنسان شيئا من العالم الأسفل و شيئا من العالم
الأعلى، و أعني بالعالم الأسفل الدنيا و ما فيها، و أعني بالعالم الأعلى الآخرة ما
فيها، و كذلك في كلّ عمل من الأعمال الدينيّة قشر ظاهر و لبّ باطن، فالقشر متعلّق
بالدنيا و اللبّ متعلّق بالآخرة، فكما أنّ مقصود الشارع من طهارة الثوب- و هو
القشر الخارج- ثم من طهارة البدن- و هو القشر القريب- إنّما هو طهارة القلب و هو
اللبّ الباطن، و طهارة القلب عن نجاسات الأخلاق الذميمة، كالكفر و الحسد و البخل و
الإسراف و غيرها، فكذلك مقصود الشارع من صورة كلّ عبادة هو الأثر الحاصل منه في
القلب.
و لا يبعد أن يكون لأعمال الجوارح آثار في تنوير القلب و إصلاحه، كما
لا يبعد أن يكون لطهارة الظاهر أيضا تأثير في إشراق نورها على القلب، فإنّك
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 7 صفحه : 240