responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 7  صفحه : 24

و لفظة «ما» في الموضعين للتعجّب، عجب اللّه و رسوله من حال الفريقين في السعادة و الشقاوة. و المعني: أيّ شي‌ء هذه الطائفة في السعادة، و أيّ شي‌ء هذه الأخرى في الشقاوة.

السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ: الأوّل مبتدأ و الثاني خبره. و في الكواشي‌ [10]:

السابقون إلى طاعة اللّه هم السابقون إلي رحمته و رضوانه.

و في الكشّاف: السابقون من عرفت حالهم و بلغك وصفهم كقول أبي النجم: أنا أبو النجم و شعري شعري ... كأنّه قال: و شعري ما انتهي إليك و سمعت فصاحته و براعته. و هاهنا وجه آخر و هو إنّه كان ينبغي أن يقال:

«السابقون ما السابقون» إلّا أنّ اللّه تعالي أراد أن يصفهم بوصف لا يكتنه فقال هكذا، فكأنّه قال: لا وصف لهم أفضل من هذا. و هذا من أوجه الوجوه.

و منهم من جعل الثاني تأكيدا للأوّل و جعل الخبر أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ‌ و ليس بذاك، و وقف بعضهم على الأوّل و ابتدأ بالثاني و ليس بصواب لأنّه تمام الجملة و هو في مقابلة القولين الاوّلين.

قوله عزّ اسمه: [سورة الواقعة [56]: آية 11]

أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ [11]

هم الذين قربت درجاتهم عند اللّه و أعليت مراتبهم في الجنّة و هذا القرب ليس بالمكان و لا بالزمان إنّما هو بحسب الذات قربا معنويّا لأجل الشرافة و البرائة عن الدنيا و شرورها، و نقائص الموادّ و آفاتها، و ذلك لأنّ ظلّ الوجود إذا امتدّ و طال و انبسط عن الباري و وقع على قوابل المهيّات حسب اقتضاء


[10] كذا في النسخ التي عندنا.

نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 7  صفحه : 24
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست