نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 7 صفحه : 239
الإشراق السادس في لميّة وجوب الصلوتين الجسمانيّة و الروحانيّة
إنّ اللّه تعالى قد بعث النبيّين معلّمين بالكتاب و الحكمة، واضعين
الشريعة و الملّة، مقيمين للعدل و القسط، لقوله تعالى:وَ أَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَ الْمِيزانَ لِيَقُومَ
النَّاسُ بِالْقِسْطِ [57/ 25] فوضعوا للناس
النواميس الإلهيّة ليخرجوهم عن حضيض البرزخ الظلماني و يبلغوهم إلى أوج العالم
النوراني لينخرطوا في سلك الملائكة المقرّبين و يتنعّموا في جوار القدس مع النبيين
و الصديقين، رحمة من اللّه و فضلا و نعمة منه و إحسانا، فشرع كلّ منهم بإذن اللّه
لامّته حسب ما أعطته العناية الإلهيّة و اقتضته الرحمة الأزليّة في ذلك الوقت و
الزمان من الأعمال القلبيّة و البدنيّة ما يكمل به قوّتاهم العلميّة و العمليّة
بحسب طاقتهم.
و لمّا كانت الحكمة المحمّدية- على مقيمها و آله أفضل المحامد
العليّة- حكمة فردة، لأنّه أكمل موجود في هذا النوع الإنساني، بل هو أكمل الممكنات
علويها و سفليها، روحانيها و جسمانيها، و كان تأثير قوّة نبوته في تكميل نوع
الإنسان أبلغ و أتمّ، و كماله أقوم و حكمته أحكم و كتابه و شريعته أبلغ و أعمّ،
كانت امّته خير الأمم و أعدلها، و أشرف الفرق و أكملها، كما قال تعالى:كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ
لِلنَّاسِ [3/ 110].
و إليه
أشار صلّى اللّه عليه و آله بقوله: علماء امّتي كأنبياء بني إسرائيل [28].